مقدمة
يُعدُّ الحوار الوطني أحد الركائز الأساسية لتحقيق السلام المستدام، والاستقرار السياسي، وتعزيز وحدة الدولة، وبالنظر إلى ما عانته الصومال من حروب أهلية وصراعات سياسية وتدخلات خارجية منذ عقود، أصبح من الضروري وجود آلية حوار فعالة تجمع بين القيادة السياسية ومختلف شرائح المجتمع، بما يفتح باباً واسعاً نحو المستقبل المشرق.
١. حل النزاعات والمصالحة الوطنية
يوفر الحوار الوطني فرصة للأطراف السياسية المختلفة، مثل الحكومة الفيدرالية، وحكومات الولايات الإقليمية، والمعارضة، لحل خلافاتهم بطريقة سلمية، كما يُسهم في تضميد جراح الماضي الناتجة عن الحروب الأهلية، وبناء الثقة المتبادلة.
٢. تعزيز وحدة الدولة الوطنية
يُسهم الحوار في تقريب وجهات النظر بين أبناء الشعب الواحد، حتى وإن اختلفت رؤاهم السياسية، وبهذا، يتعزز شعور الانتماء الوطني، وتتوطد دعائم الوحدة الوطنية.
٣. بناء وتطوير مؤسسات الدولة
يساعد الحوار في التوصل إلى توافق وطني حول القضايا المحورية مثل استكمال الدستور الانتقالي، وحماية السيادة الوطنية، وتقوية أجهزة الدولة. كما يدعم مبدأ تداول السلطة والديمقراطية التي شهدت تطوراً خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية.
٤. تعزيز الأمن والاستقرار السياسي
عندما يصبح الحوار ثقافة وطنية، تقل فرص النزاعات السياسية والعنف، كما يُمكّن الحوار من تهدئة الساحة السياسية، وإيجاد بيئة أكثر استقراراً وأمناً.
٥. دعم الاقتصاد وتحسين الخدمات العامة
يُشكّل الاستقرار السياسي والمجتمعي بيئة مناسبة للاستثمار، مما يُسهم في تنمية الاقتصاد وتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم، الصحة، الكهرباء، المياه، والبنية التحتية.
٦. منع التدخلات الخارجية
الحوار الوطني هو الوسيلة الأفضل لحماية المصالح العليا للبلاد، وتوعية الأطراف المعارضة بخطورة الانجرار نحو الاستقواء بالخارج، فالاتحاد الداخلي هو الدرع الأول في وجه أي تدخل أجنبي.
٧. تنظيم انتخابات حديثة
شهدت الانتخابات الصومالية مراحل مختلفة منذ عام 2000 وحتى 2022، لذا يُعد الحوار الوطني ضرورياً لتطوير نموذج انتخابي جديد يتيح مشاركة فعلية للشعب في اختيار قادتهن كما يتطلب من الحكومة الفيدرالية الاستمرار في تنظيم اللقاءات التوعوية مع مختلف فئات المجتمع.
٨. محاربة الإرهاب:
استمر الصراع مع الجماعات الإرهابية لما يقارب 18 سنة، ولا يزال يشكل تهديداً للأمن القومي، ويُعد التنسيق بين أجهزة الأمن والشعب عبر الحوار والمشاركة المجتمعية وسيلة فاعلة لإنهاء هذا التهديد.
٩. مواجهة الفكر المتطرف وتوحيد العلماء
يُعدُّ هذا البند من أبرز التحديات الفكرية التي تواجه الدولة، ولا يمكن مواجهة هذا الفكر إلا عبر فكر معتدل، ودعم الدولة للعلماء في توعية المجتمع، حتى تستعيد الدولة قلوب وعقول المواطنين.
الخاتمة
إن تحويل الحوار الوطني إلى ثقافة دائمة بين قادة الدولة الفيدرالية أمرٌ لا بد منه. فهو السبيل الأقصر نحو السلام الدائم والتنمية الوطنية، وبناء دولة ذات سيادة حقيقية. ولا بد أن يقوم أي حوار على الصدق، والاحترام المتبادل، وحماية الوحدة الوطنية والسيادة الصومالية.


















