الدكتور موُنغاب.. مهندس إعادة إعمار مقديشو يعيد رسم ملامح العاصمة الصومالية
—
في وقتٍ تتجه فيه أنظار الصوماليين إلى مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية في مقديشو العاصمة، يبرز اسم الدكتور حسن محمد حسين (موُنغاب)، رئيس إدارة إقليم بنادر وعمدة بلدية مدينة مقديشو، كأحد أبرز الوجوه التي تقود جهود إعادة إعمار العاصمة، ووضع أسسٍ لبنية تحتية حديثة تُعيد لمقديشو مكانتها الإقليمية،والدولية.
ومنذ تولّيه المنصب في مايو 2025، تبنّى الدكتور موُنغاب رؤيةً تنموية شاملة تقوم على تحديث شبكة الطرق، وإنشاء أنظمة تصريف متطورة، وتعزيز الخدمات الحضرية في العاصمة التي يقطنها اليوم ما يقارب ثلاثة ملايين نسمة أو أكثر.
مشاريع كبرى تغيّر وجه العاصمة
وشهدت الأسابيع الأخيرة تسارعًا ملحوظًا في وتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية التي يشرف عليها الدكتور موُنغاب ميدانيًا، وذلك في إطار خطة إعادة إعمار تُعدّ هي الأكبر منذ أكثر من عقد.
هذا وقد شملت جولاته الميدانية اليوم الثلاثاء طريق Dabka المركزي الذي يُعاد تأهيله بجسور جديدة،ومجاري مائية حديثة، إلى جانب طريق 26 يونيو (طريق العمال) الذي يخضع لأعمال تطوير شاملة، ومنطقة وارتا سيغالي التي تُعدّ أحد أكبر مواقع تصريف مياه الأمطار في المدينة.
كما تفقد الدكتور مونغاب مشروع الطريق الذي يربط بين مديرية كاحدا وإقليم شبيلي السفلى جنوبا، وهو محور استراتيجي يهدف إلى تسهيل النقل التجاري بين العاصمة والمناطق الزراعية المحيطة بها.
وتبرز هذه المشاريع توجهًا واضحًا نحو معالجة مشكلات البنية التحتية التاريخية، وتخفيف معاناة السكان مع الفيضانات الموسمية،واختناقات المرور التي طالما شكّلت عبئًا على الحياة اليومية في سكان مقديشو العاصمة.
رؤية هندسية وإدارة ميدانية
ويتميّز الدكتور موُنغاب بخلفية قضائية،وإدارية، وعسكرية سابقة، إلا أنّ نهجه في العمل الميداني اليوم لصالح إقليم بنادر يحمل طابعًا هندسيًا دقيقًا، إذ يحرص على متابعة نسب الإنجاز بنفسه، والاستماع لتقارير المهندسين، ومراجعة تفاصيل التصاميم والتنفيذ.
ويقول مقرّبون من مكتبه إنّ رئيس إدارة إقليم بنادر يطبّق سياسة “المتابعة بالميدان لا بالمكاتب”، وهي مقاربة بدأت تؤتي ثمارها على الأرض من خلال تسريع وتيرة العمل وتحسين جودة التنفيذ.
أرقام ودلالات
ووفقًا لتقارير فنية أولية صادرة عن إدارة بنادر، فإنّ مشاريع الطرق الجارية ضمن الخطة الحالية تغطي أكثر من 25 كيلومترًا من الطرق الحضرية الجديدة أو المجددة، إلى جانب إنشاء عدد من مجرى تصريف مياه، وثلاثة جسور صغيرة في مواقع حيوية من مقديشو العاصمة.
ويجري تنفيذ عدد من هذه المشاريع بتمويل من برنامج دعم المدن الصومالية (SURP II)، وهو مشروع ممول من البنك الدولي والذي يركّز على تعزيز البنية التحتية الحضرية في المدن الكبرى.
هدف أبعد من شبكة الطرقات
ولكنّ الدكتور موُنغاب لا يرى في تعبيد الطرق هدفًا بحدّ ذاته، بل وسيلة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والإدارة المحلية.
فهو يؤكد في تصريحاته على أنّ مشاريع الطرق ليست إسفلتًا فقط، بل وعدٌ بالكرامة،والتنمية، والخدمة العامة، مشيرًا إلى أنّ الإدارة ستواصل العمل حتى تصل الخدمات إلى كل حيّ من أحياء مقديشو العاصمة.
واخيرا
وتخطو مقديشو اليوم بثقة نحو مستقبل عمراني جديد، بفضل إدارة ترى في العمل الميداني حجر الزاوية في التنمية.
وبين ركام الحرب،وآثار الفيضانات، تلوح اليوم في أفق مقديشو العاصمة طرقٌ حديثة، وجسورٌ متينة، ومجاري مائية منظمة، جميعها تحمل توقيع مهندس الإعمار الدكتور حسن محمد حسين رئيس إدارة إقليم بنادر وعمدة بلدية مقديشو العاصمة