سـألتُ ومـا سـألتُ عن الخلاف ** ولـكـنّـي ســألـتُ عـــن الإيــاب
عـذلتُ ومـا عـذلتُ على فـراقٍ ** ولـكـنّي اشـتـكيت مـن الـغياب
هـمـست لـهـا بـأنّ الـصرم قـتلٌ ** ولـيـس الـقـتل ألـيق لـلصّحاب
.
.
.
نـــأت عـنّـي قـلـيلا ثــم قـالـتْ ** حكيم القوم أنتَ على الصّواب
ولـكنْ مـذ سـليتك مـن فـؤادي ** وجـدتُ الـعشق يبدو كالسّراب
وجـدت الـحِبَّ ذو طـمع دنيءٍ ** وصــار الـحـبّ أعـمدة الـخراب
بـحـثتُ ســواك عَـلِّيْ أن أجـده ** ولــكـنْ دونـــه شـيـب الـغـراب
نــبـذتُ بـبـاب قـبـلك كـبـريائي ** ودفّــنـت الـتّـمرّد فــي الـتّـراب
فـهـا قـلـبي كـسـير الـبـال حـقاً ** أنــاب إلـيك دعـك عـن الـعتاب
.
.
.
فـقـلت لـها حَـلَلْتِ بـأرض قـلبٍ ** تَـكـبّـد فــيـك أنـــواع الــعـذاب
أَحَــبَّـكَ يـوم أن كــانت حروفي ** وفــاءً فــي الـمحبّة لا انـتساب
وأخـلصتُ الـفؤاد بـطيب قـلبٍ ** وحـوض الغدر ليس بمستطاب
.
.
.
عـلمتك مـن عـهودك عهد حبّي ** بـأنّـك مـخـلص صـافـي الـلّباب
سـفير الـحب فـي بـلد القوافي ** أمـير الشّعر عند أولى الخطاب
إذا بـانـت عـيـوني عـنـك دهـراً ** رجعت إليك هل هل من متاب؟
.
.
.
فقلتُ لها اسمعي مني قصيصا ** لـعـلـك تـفـهمين مــن الـجـواب
عـكفتُ عـلى هيامك بـاشـتياق ** رجـاء الـعود مـنك إلى النّصاب
وأدري أن لــــي عــهـد طــويـل ** سـينقطع الـنظير عـلى الـشّباب
وأدري أن حــبّـي فـيـك أعـمـىٰ ** تـحـاصره الـهـموم مـن ارتـياب
أمــرتُ الـنّفس بـعدك بـالتّسلّي ** فــحـنّـت بـاشـتـياق والـتـهـاب
وأخـفـيتُ الـصّـبابة فــي عـناءٍ ** فـفـضّحني دمـوعـي بـانصباب
وأعـمـض عـيـنيَ الـيـمنى مـليّا ** وأخـراها مـن الـطّيف الحجاب
خـرجت إلـى ألـفقيه أجرّ ذيلي ** فـقلتُ لـه على وشك اضطراب
.
.
.
حـبـيب الــرّوح غـادرني بـهجر ** ونـار الـشوق تـلهب في جَنابي
فـقيه الـعشق مـا بـال الـفتاوى ** وما حكم الفراق من الصّحاب؟
فـأفتى لـي خـطورة مـا أقاسي ** وأن الــغـدر لــيـس بـمـسـتتاب
وأفـتـى قـلـبيَ الـمغروم وصـلاً ** ومـعترضا على فتوى انسحاب
أتــفـتـي أن يُــبـتّـل حــبــل ودٍّ ** وإنّ الــتّـبـل مــقـرون الـتَّـبـاب

















