تكرار القصص وفوائدها:
القرآن الكريم يختلف عن غيره بإعجاز كلماته، وعذوبة ألفاظه، وجمال نسقه، حيث تكثر في القرآن القصص التي تتحدث عن الأمم الغابرة وأخبارها للعظة والعبرة، فطريقة القرآن في سرد القصص نوعان:
– التكرار في أكثر من مكان، وقد تصل إلى عشرة مرات، مثل قصة موسى مع فرعون التي تكرَّرت كثيرة جدا، وتمتاز هذه الطريقة بأن القصَّة التي ترد في السورة الفلانية تنفرد بمعلومة جديدة وفائدة لم ترد في القصة الأخرى المماثلة.
– عدم التكرار، وتمتاز بغزارة فوائدها وطولها، مثل قصة يوسف، التي هي أطول قصة في القرآن، ولم تتكرر في مكان آخر، ووصفها الله بأحسن القصص في القرآن، تعبيرا ونسقا ورواية وسردا، ومثل قصة أصحاب الكهف وقصة موسى والخضر وغيرها،، فإنها تمتاز بالطول والغزارة.
مثال لفائدة تكرار القصة:
الأول: قصة يونس عليه السلام:
تكررت قصة نبي الله يونس في القرآن أربع مرات ونجمع هنا فوائدها:
1.أطول مقطع للقصة وردت في سورة الصافات، وهي أغزرها فائدة (الآيات من 139-148).
2. المقطع الثاني: وردت في سورة الأنبياء (الآيتان 87-88).
3.المقطع الثالث: وردت في سورة القلم (الآيات 48-50).
4.المقطع الرابع، وردت في سورة حَمَلت اسمه عليه السلام وهي سورة يونس، الآية (98).
لنأخذ المعلومات من تلك المقاطع الأربعة بعد دمجها:
إن يونس “ذهب مغاضبا” (الأنبياء) ولم يستشر مع الله في خطوته، ولم يصبر لحكمه تعالى (القلم)، فوصفه الله بأنه آبق (الصافات) وهو من ذهب ويختفي عن سيده، فركب السفينة الممتلأة بالأمتعة والناس، فاهتزّت، فألقوا القرعة والسهم، فصدرت بحقّه فألْقِي في البحر (الصافات) فالتهمه الحوت وهو مليم، فنادى في الظلمات: وهي ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (الأنبياء) وكان مكظوما أي شديد الكآبة (القلم) فأخرجه الله من بطن الحوت إلى العراء وهو مريض لا يقدر على المشي (الصافات)، فلولا أنه كان من المسبحين لله، للَبِث في البطن إلى يوم القيامة (الصافات) أو لنبذ بالعراء وهو مذموم لا يحظى بالرعاية الإلهية، لكن الله اجتباه وجعله من الصالحين (القلم)، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين لتظلّه من حر الشمس (الصافات)، ونجاه الله من الغم (الأنبياء)، وأرسله الله إلى قومه مرة أخرى، وهم حينما اكتشفوا أن العذاب يطلُّ عليهم أعلنوا إيمانهم فكشف الله عنهم العذاب (يونس) وكان عددهم يربو قليلا عن مائة ألف شخص، فآمنوه بعد العودة، فمتعهم الله إلى حين (الصافات، يونس).
الثانية: قصة آدم وإبليس:
وردت قصة خلق نبي الله آدم أبو البشر وإخراجه من الجنة في القرآن سبع مرات:
1.مقطع سورة البقرة، الآيات 34- 39، وقبلها مهد الله له قصة نقاش دارت بينه وبين الملائكة.
2.مقطع سورة الأعراف، الآيات 11- 24، وهو أطول مقطع وأغزرها فائدة.
3.مقطع سورة الحجر، الآيات 28- 43.
4. مقطع سورة الإسراء، الآيات 61-65.
5. مقطع سورة الكهف، آية واحدة فقط (50).
6. مقطع سورة طه، الآيات 115 – 123.
7. مقطع سورة ص، الآيات 71 – 85.
وبالتالي فهي إحدى أكثر القصص تكرارا في القرآن، بعد قصص موسى مع فرعون، وإبراهيم مع قومه، ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب مع قومهم.
لندمج القصة بعضها ببعض في نسق سياق واحد مع الإشارة إلى السورة.
أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجود تحية وتقدير، بعد أن سوّاه ونفخ فيه من روحه، فسجدوا إلا إبليس (جميع السور) وكان من جنس الجنّ ففسق عن أمر ربه (الكهف) قال إبليس بعد أن سأله الله عن سبب امتناعه عن السجود: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (الأعراف، ص) ولم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون (الحجر).
فأمره الله أن يهبط من السماء ملعونا صاغرا لأنه لا يمكن أن يتكبَّر فيها (الأعراف) وإن عليك لعنتي إلى يوم القيامة (الأعراف، الحجر، ص)، فطلب من الله أن ينتظره ولا يعاقبه إلى يوم القيامة، فقبل الله منه طلبه (الأعراف، الحجر، ص)، فتعهد بثلاث أمور: أن يغوي ذريتة آدم بأن يزين لهم السوء، وأن يعمل بكل ما في وسعه ويحيطهم من كل الجهات (الأعراف، الحجر، ص)، ولن تجد أكثرهم شاكرين (الأعراف)، بل تعهد أن يغويهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين (الحجر، ص)، ويحتنكهم أي يستولي عليهم (الإسراء).
فأجابه الله بأنه سيعذّبه هو ومن تبعه أجمعين ويملأهم في جهنم (الأعراف، الحجر، ص)، لكن الله استثنى عباده فقال: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (الحجر، الإسراء) أما ما سواهم فاستخْدِمْ كل إمكانياتك من مزامير وأصوات وخيول وأموال وتعهدات في إغوائهم (الإسراء).
بعد ذلك أمر الله آدم وزوجته حواء أن يسكنا الجنة، وأن يأكلا منها رغدا حيث شاءا (البقرة، الأعرف)، بشرط واحد: أن لا يقربا هذه الشجرة ويبتعدا عن أكلها (البقرة، الأعراف)، بل أوضح الله السبب له فقال: إنَّ هذا عدوّ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى، (طه)، فأتاهما الشيطان فقال لهما: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين (الأعراف)، (طه بمعناه)، فاقتنعا بكلام الشيطان فأكلا من الشجرة (البقرة، الأعراف، طه)، فلماذا ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة (الأعراف، طه بمعناه)، فنهرهما الله: ألم أنهكما عن أكلها وأقُلْ لكما إن الشيطان لكما عدو مبين، قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (الأعراف).
فعاقبهما الله بإخراجهما من الجنة، وهبوطهما إلى الأرض، اهبطوا منها جميعا كلاكما وإبليس، بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (البقرة، الأعراف، طه)، فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون (الأعراف)، فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فله الجنة، ومن خالفه فله النار (البقرة، طه).
أسلوب القرآن في إجمال القصة:
للقرآن الكريم أسلوب خاص بالقصص، فتارة يفصّل في القصة ويذكر تفاصيلها، وتارة يختصرها بشكل متوسط أو مختصر جدا، ولهذا ترى في القصص القرآنية – وقد سقنا منها نموذجين في قصتي آدم ويونس – أن الله يكرر تلك القصة في أكثر من مكان ليتذكر بها الناس ويتعظوا، وبالتالي فأكثر القصص في القرآن إجمالا حسب معرفتي هو قوله تعالى في سورة البروج: {هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود}، فهذه إشارة لطيفة ومختصرة جدّا إلى تلك القصتين اللتين تكررتا كثيرا في القرآن تفصيلا وإجمالا، وذلك ليتعظ بها الناس.
في هذا المقام – ولكي نطبّق على أسلوب الإجمال في القصة بالقرآن – نسوق أشهر قصة وأكثرها تكرارا في القرآن وهي قصة موسى وفرعون وبأساليب مختصرة ومطولة، فنسوق قصة سورة النازعات المختصرة ونقارنها مع المفصلة.
يقول الله تعالى: {هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربُّه بالواد المقدس طوى} فصّله في سورة القصص والنمل وطه وغيرها بأنه خرج من مدين وسار مع أهله في سيناء، ورأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارًا، فلما أتى النار ناداه الله من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة..إلى آخر القصة المفصلة.
{اذهب إلى فرعون إنه طغى} فصّله في سور مثل القصص وطه بأن موسى طلب من الله أن يؤزره بأخيه هارون الذي كان أفصح منه لسانا، فقبل الله منه فقال: قد أوتيت سؤلك يا موسى، اذهبا إلى فرعون إنه طغى.
{فقل هل لك إلى أن تزكَّى * وأهديك إلى ربك فتخشى}، فصّله في سور عدة مثل القصص والنمل وطه وغيرها أن الله ناداه وقال له: اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري، فقولا له قولا ليّنا لعله يتذكر أو يخشى، قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى إلى آخر القصص.
{فأراه الآية الكبرى}، فصّله في سور مثل الأعراف والشعراء وطه وغيرها أن موسى لما ناقش مع فرعون في رسالته، قال له: أوَلَو جئتُكَ بشيء مبين* قال فأتِ به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين.
{فكذب وعصى} فصّله في سور مثل طه والشعراء، فقال تعالى: ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى، قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى، وفي سورة الشعراء دار بينه وبين موسى نقاشا حول التوحيد فقال فرعون: لئن اتخذت إلهًا غيري لأجعلنك من المسجونين.
{فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى} فصّله في سور عديدة أن فرعون أرسل إلى المدائن حاشرين فقال: إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون، وفي سورة القصص قال: ما علمت لكم من إله غيري.
{فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} فصّله الله في سور عديدة أن الله أسْرَى عباده بني إسرائيل في الليل فأتبعهم فرعون وجنوده في الصباح، فأغرقه الله في البحر، بعد أن نجّا الله موسى وقومه.
فهذا الأسلوب الجميل في اختصار القصة بهذا النسق الجميل يدل على إعجاز القرآن.
أسلوب سرد القصص وإفرادها:
يكثر في القرآن العظيم والكريم أسلوب سرد عدد من القصص مرة واحدة من دون فواصل، فتارة يسرد الله ست قصص للأنبياء على التوالي حسب الترتيب الزمني، وقد لا يراعي الترتيب، وتارة يفرد قصة واحدة في السورة بإطناب أو إجمال، وتارة يذكر الله عددًا من القصص من غير ارتباط وبفواصل.
النمط الأول موجود في عدد من السور:
ففي سورتي الأعراف وهود يسرد الله قصصًا يبدأ من نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى، فالقصص في الأعراف أطول وأكثر تفصيلا من قصص سورة هود، ولكنهما نمط واحد.
وفي سورة القمر يسرد القصص بنفس الأسلوب لكن باختصار، فيبدأ بنوح وهود وصالح ولوط وموسى.
لكن في سور مثل مريم والأنبياء والشعراء والنمل يسرد القصص من غير ترتيب زمني، ففي سورة مريم يبدأ بزكريا ومريم وعيسى، ثم يثني بإبراهيم وموسى وإسماعيل وإدريس، وفي الأنبياء يبدأ بموسى وهارون، ثم إبراهيم، ثم لوط، ثم نوح، وداود وسليمان وأيوب، وإسماعيل، ثم يونس وزكريا، ويختتم بعيسى وأمه مريم.
أما نمط سورة الشعراء فيبدأ بموسى وهارون، ثم إبراهيم، وبعدها يبدأ السرد على الترتيب الصحيح من نوح إلخ، وأيضا سورة النمل يبدأ بموسى ثم داود وسليمان، ثم صالح ثم لوط.
وقد يستخدم القرآن السرد الإسمي – إن صح التعبير – للقصص بدلا من السرد القصصي والتفصيلي، ففي سورة الحج يقول تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذّبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى}، وفي سورة التوبة: {ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات}، وفي سورة ص {كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذوا الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة}، وفي سورة ق:{كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبّع}.
النمط الثاني: موجود في القرآن، فمنها إفراد سور بأكملها بقصة واحدة مثل سورة يوسف التي هي أطول وأحسن قصة في القرآن، ومنها سورة نوح، حيث أفرد الله لقصته سورة واحدة بأكملها.
ومن أنواع الإفراد في القصة أن الله يفرد قصة واحدة في ثنايا السورة مثل سورة إبراهيم، حيث ذكر قصة إبراهيم مفردة في آخر السورة، أو في ثنايا معظم السورة مثل سورتي طه والقصص التي أفرد لهما بقصة موسى وفرعون بالتفصيل بحيث لا ترى مثلهما في باقي السور، وفي سورة يس أفرد الله قصة الرسل الثلاثة الذين لم يسمّهم، وفي سورة غافر أفرد الله قصة مؤمن آل فرعون خلال محنة موسى وقومه مع فرعون.
النمط الثالث: أن الله يسرد عددا من القصص غير المرتبطة في السورة الواحدة ولكن لا يربط بعضها ببعض، بل يذكرها بعد فواصل، ففي سورة الكهف أفرد الله قصة أصحاب الكهف، وبعد فاصل يفرد قصة صاحب الجنتين، وبعد فاصل يفرد قصة موسى والخضر، ويذكر قصة ذو القرنين بعدها مباشرة من غير فاصل.
أسلوب الدّمج والاعتراض في القصص القرآنية:
ترى في القصص القرآنية أن الله يسرد قصة نبي من الأنبياء، ثم يدمج القصص الأخرى في سياق واحد دون أن يخصص ذلك بالأسماء، وأيضا يسرد الله قصة ثم يعترض بحديثٍ آخر ثم يعود إلى القصة.
النمط الأول: الإفراد والدمج معا:
في سورة يونس يبدأ الله بقصة نوح كالعادة بقوله: {واتلُ عليهم نبأ نوح…} فيذكرها مختصرة، ثم يدمج قصص الأنبياء من بعده في سياق واحد، فيقول: {ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات ..}، ثم يقص الله عن موسى وفرعون بالتفصيل.
وفي سورة المؤمنون يبدأ أيضا بقصة نوح: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه…} فيذكرها أيضا مختصرة، ثم يبدأ الدمج بين قصص هود وصالح وشعيب إلخ فيقول: {ثم أنشأنا من بعده قرنا آخرين * فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله …}، ثم يقول: {ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين * ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون * ثم أرسلنا رسلنا تترى..}، ثم يذكر قصة موسى وأخيه هارون وعيسى مختصرة.
وفي سورة إبراهيم بعد أن تحدَّث عن موسى وبني إسرائيل يدمج الله قصص الأنبياء في سياق واحد {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله…} إلى أن قال {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض..} إلى قوله {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا}.
النمط الثاني: يسرد الله قصة ثم يعترض فيها بحكاية أخرى وبعدها يعود إلى القصة:
ففي سورة هود أثناء قصة نوح – وهي أطول قصة له في القرآن – بعد أن قال نوح: {ولا ينفعكم نصحي إن أردتّ أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون}، ثم تتوقف القصة، فيعترض الله بينها بخطاب إلى كفار قريش فيقول: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريء مما تجرمون}،،ثم يعود إلى القصة فيقول: { وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك..}.
وفي سورة الأعراف أثناء الحديث عن عناد بني إسرائيل بعد أن اختار سبعين رجلا منهم وقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الرجفة وماتوا، فدعا موسى ربه أن يعيد إليهم الحياة، وقال: {لو شئتَ أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا…} إلى قوله: {واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.
فيعترض الله بالقصة بخطاب إلى الأمة الموجودة وقت نزول القرآن: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض…}، ثم يعود إلى قصة موسى وقومه بني إسرائيل: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}.
وفي سورة العنكبوت يذكر الله قصة إبراهيم ثم يعترض بخطاب إلى كفار قريش: {أولم يروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده…} وأربع آيات بعدها، ثم يعود إلى القصة {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه}..وهذه الخيرة أطول اعتراض في القصص القرآنية.
أسلوب التعليق وتعقيب القصص:
يستخدم القرآن الكريم في بعض الأحيان أسلوبا جذَّابا في التعليق والتعقيب على القصص للتذكير والعبر والتسلية وغير ذلك، فتارة يعلق في وسط القصص للفاصل، وتارة في آخرها عند انتهاء القصص كلها.
النمط الأول: التعقيبات غير الموحدة بسياق واحد:
فأطول تعليق وتعقيب على القصص جاء في سورة الأعراف، بعد أن سرد الله قصص نوح وهود وصالح ولوط وشعيب مع قومهم بشكل مفصل، أعقب الله بتعقيب جميل يؤخذ منها العبر…قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون * أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون * أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها…} إلى أن قال: {تلك القرى نقص عليك من أنبائها ..} ثم بدأ قصة موسى وفرعون وبني إسرائيل الطويلة جدا.
وفي سورة هود بعد قصة نوح الطويلة أعقب ذلك بتعليق جميل فقال: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنتَ تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين}، وبالتالي فهذه نقطة قوة للرسول صلى الله عليه وسلم حيث يتأثَّر ويعتبر بهذه القصص الجميلة.
وفي السورة نفسها بعد الانتهاء من القصص كلها عقَّبَ بقوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك منها قائم وحصيد * وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب * وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد * إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة}.
وفي سورة الأعراف بعد انتهاء القصص كلها عقب بقوله: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}.
وفي سورة طه قال تعالى بعد انتهاء قصة موسى الطويلة المفردة : {كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا}، ونحوه في سورة يوسف بعد انتهاء قصة يوسف الطويلة جدا {ذلك من أبناء الغيب نوحيه إليه وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون} ونحو ذلك في سورة آل عمران أثناء قصة مريم.
النمط الثاني: التعليق والتعقيب الموحّد بسياق واحد وبتكرار:
يستخدم القرآن في بعض المرات تعقيبا موحّدا إثر انتهاء كل قصة، وذلك للمبالغة في العبرة وجذب القلوب وتأثيرها.
ففي سورة الشعراء بعد انتهاء كل قصة يقول تعالى: {إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم}، تكررت نحو سبع مرات كفاصل بعد كل قصة.
وفي سورة الصافات أيضا نفس المنوال، فقال: {وتركنا عليه في الآخرين * سلام على نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين} باختلاف التسمية.
وفي سورة القمر أيضا نفس المنوال فقال: {فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر}.
القصص القرآنية حقائق وأرقام:
أكثر القصص القرآنية عن الأنبياء وقومهم تكرارا هي قصة موسى عليه أفضل السلام، وذلك لأهميتها، فنشير هنا إلى السور التي وردت فيها قصته مع فرعون ومع قومه بني إسرائيل.
- موسى وهارون مع فرعون وبني إسرائيل:
البقرة (49-74)، النساء (153-155، 164)، المائدة (20-26)، الأنعام (154)، الأعراف (103-171)، يونس (75-93)، هود (96-99، 110)، إبراهيم (5-8)، الإسراء (101-104)، الكهف (قصته مع الخضر) (60-82)، مريم (51-53)، طه (9-98)، الأنبياء (48)، المؤمنون (45-49)، الفرقان (35-36)، الشعراء (10-68)، النمل (7-14)، القصص (3-48)، العنكبوت (39)، الصافات (114-122)، غافر (23-45، 53-54)، فصلت (45)، الزخرف (46-56)، الدخان (17-33)، الذاريات (38-40)، القمر (41-42)، الصف، (5)، النازعات (15-26).
أفردت له سورة طه وسورة القصص وسورة الدخان وسورة النازعات، ولم يشترك معه فيها أحد.
- يليه أبو الأنبياء والتوحيد نبينا إبراهيم عليه أفضل السلام:
البقرة (126- 132، 258، 260)، آل عمران (65-68)، الأنعام (74-83)، هود (69-76)، إبراهيم (35-41)، الحجر (51-60)، النحل (120-122)، مريم (41-50)، الأنبياء (51-73)، الحج (26-27)، الشعراء (69-90)، العنكبوت (16-32)، الصافات (83-113)، الزخرف (126-128)، الذاريات (26-37).
أفردت له الأنعام وإبراهيم وجزءا كبيرا من سورة البقرة، ولم يشترك معه فيها أحد.
- يليه أبو الرسل نوح عليه السلام:
الأعراف (59-63)، يونس (71-74)، هود (25-49)، الأنبياء (76-77)، المؤمنون (23-30)، الفرقان (37)، الشعراء (105-122)، العنكبوت (14-15)، الصافات (75-82)، الذاريات (46)، القمر (9-16)، سورة نوح بأكملها.
أفردت له سورة بأكملها سمّيت باسمه، ولم يشترك له فيها أحد.
4.يليه هود عليه السلام مع قومه عاد:
الأعراف (65-72)، هود (50-60)، الشعراء (123-140)، فصلت (15-16)، الأحقاف (21-26)، الذاريات (41-42)، القمر (18-21)، الحاقة (6-8).
أفردت له سورة الأحقاف ولم يشترك معه فيها أحد.
- يليه صالح عليه السلام مع قومه ثمود:
الأعراف (73-79)، هود (61-68)، الشعراء (141–158)، النمل (45-53)، فصلت (17-18)، الذاريات (43-45)، القمر (23-32)، الشمس (11-15).
أفردت له سورة الشمس ولم يشترك معه فيها أحد.
- يليه لوط عليه السلام:
الأعراف (80-84)، هود (77-83)، الحجر (61-74)، الأنبياء (74-75)، الشعراء (160-175)،النمل (54-58)، العنكبوت (28-35)،الصافات (133-138) القمر (33-38).
7.يليه شعيب عليه السلام مع قومه:
الأعراف (85-92)، هود (84-95)، الشعراء (176-191)،العنكبوت (36-37).
بعد أن تحدثنا في الحلقة الماضية عن القصص التي تكررت كثيرا في القرآن وركز عليها القرآن في إعادتها بأشكال مختلفة، ها نحن نذكر القصص القرآنية للأنبياء الأقل تكرارا حتى نأتي بأقلهم تكرارا..
- أولهم آدم عليه السلام مع زوجته حواء وقصتهما مع إبليس، وردت قصته في سورة البقرة (30-38)، الأعراف (11-27)، الحجر (28-43)، الإسراء (61-65)، الكهف (50)، طه (115-123)، ص (51-85)، وفي سورة المائدة فيه ذكر ابنَيْه هابيل وقابيل.
- قصة عيسى عليه السلام مع أمه مريم، وردت قصته في سورة البقرة (253)، آل عمران (33-61)، النساء (156-159، 171-173)، المائدة (110-119)، مريم (16-37)، الأنبياء (91)، المؤمنون (50)، الزخرف (57-65)، الصف (6-7).
- قصة داود عليه السلام، وردت قصته في سورة البقرة أنه قتل جالوت (251)، وسورة الأنبياء (78-80)، وسورة سبأ (10-11)، وسورة ص (17-29).
- ابنه سليمان عليه السلام، وردت قصته في سورة الأنبياء (78-82)، النمل (15-44)، وسبأ (30-40) وص (30 -37).
والملاحظ أن الله خص لسليمان سورة النمل بقصة طويلة، مع اقترانهما في باقي السور.
- يوسف عليه السلام، قد خصه الله بأحسن القصص، وأفرد له سورة طويلة بكاملها إلا القليل سميت باسمه.
- أيوب عليه السلام، وردت قصته مختصرة في كل من الأنبياء (83-84)، ص (41-44).
- يونس عليه السلام: وردت قصته في سورة يونس (98)، الأنبياء (87-88)، الصافات (139-148)، القلم (47-50).
- زكريا عليه السلام، وردت قصته في سورة آل عمران (37-41)، مريم (2-11)، الأنبياء (89-90).
- ابنه يحيى، تم الإشارة إليه أثناء قصة أبيه في آل عمران (39)، وله قصة قصيرة في سورة مريم (12-15).
- إسماعيل عليه السلام: وردت قصته في سورة مريم (54-55)، وقصته مع أبيه إبراهيم في الصافات (101-108).
- إلياس عليه السلام: له قصة قصيرة في سورة الصافات (123-132).
- إدريس عليه السلام: له إشارة في سورة مريم (56-57).
قصص أنبياء أبهمت أسمائهم أو قصصهم:
وردت في القرآن الكريم قصص لأنبياء أبهمت أسماؤهم لحكمةٍ أرادها الله عز وجل.
منها قوله تعالى: {ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله…..} إلى قوله: {وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم}..
أبهم الله اسمه في القرآن، وقد اختلف المفسرون في اسمه، ولا حاجة كبيرة إلى تعيين اسمه ما دام أن الله لم يوضح اسمه.
ومنها قوله تعالى: { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون} إلى آخر القصة.
ولم يفصح القرآن عن أسماء هذه الرسل الثلاث ولا أصحاب القرية ولا اسمها، وقد اختلفت فيها الروايات، وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد شيئا في دلالة القصة وإيحائها.
ومنها قوله تعالى في سورة الكهف في الحديث عن موسى وفتاه: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لدنا علما} إلى آخر القصة، أبهم الله اسمه، وهو النبي خضر عليه السلام على الصحيح.
ومنها قوله تعالى : {أو كالذي مرّ على قية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه..}إلى آخر القصة، قيل كان نبيا، ولا يفهم من السياق نبوؤته إلا عند محاورته للرب وختامه بقوله:{فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير}.
أنبياء ذكرهم القرآن بأسمائهم، ولم يقص عنهم:
منهم إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، مع أنه ابن أبي الأنبياء لم يذكر الله قصته، ومنهم اليسع وذا الكفل، سمّاهما الله في سورتي الأنعام وص، ولم يذكر عنهما شيئا.
أما يعقوب فلم يقص الله عنه إلا عند وفاته ووصيته لأبنائه فقال تعالى في سورة البقرة: { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون}، لكن الله ذكر أطرافا من قصته أثناء قصة ابنه يوسف، ومحنة يعقوب مع أولاده.
من هو تبَّع؟:
ورد ذكره في القرآن مرتين، ففي سورة الدخان: {أَهُم خيرٌ أم قوم تبّع والذين من قبلهم أهلكناهم إنه كانوا مجرمين}، وفي سورة ق {وأصحاب الأيكة وقوم تبّع كلٌّ كذب الرسل فحق وعيد}.
واختلف فيه أهو نبي أم رجل وملك صالح، والراجح أنه كان أحد ملوك اليمن الذين أسلموا للنصرانية أو اليهودية قبل البعثة المحمدية…كما هو الحال في قصة أصحاب الأخدود وسنأتي لها.
من هم أصحاب الرسّ؟:
لم يفصح الله عن نبيّهم بعد أن ذكرهم مرتين مقرونين مع ثمود، مرة في سورة الفرقان {وعادا وثمود وأصحاب الرسّ}، وفي سورة ق: {كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرسّ وثمود}، والرسّ في اللغة العربية البئر.
منهم قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك:
ذكر الله في القرآن أن هناك من الأنبياء من قص عنهم، ومنهم من لم يقصص عنهم، فقال: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}، وسبق تفصيل من قص الله عنهم والإشارة إلى مواضع السور.
وقد دكر الله في القرآن أسماء 25 نبي ورسول منهم محمد صلى الله عليه وسلم، والباقي هم: آدم، ونوح وهود وصالح وشعيب إبراهيم ولوط وإدريس وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وإلياس وموسى وهارون وعيسى ويونس وزكريا ويحيى وداود وسليمان واليسع وذو الكفل.
فهؤلاء هم من أجمع المسلمون بنبوتهم في ذكر القرآن، واختلف في مريم، ولقمان، وذو القرنين، وعزير، وتبع، والصحيح أنهم كانوا صالحين.
وأكثر موضع جمع الله في ذكر الأنبياء بأسمائهم هو في سورة الأنعام في قوله تعالى: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} إلى قوله تعالى: {وكلًّا فضلنا على العالمين}، فذكر الله ثمانية عشر نبيا من أصل خمس وعشرين.
هل قصّ القرآن غير الأنبياء وأقوامهم؟.
القصص القرآنية لا تقتصر على الأنبياء والمرسلين وأقوامهم – وإن كان معظم التركيز على ذلك – وإنما يتحدث القرآن عن أمم وأشخاص آخرين للعبرة والعظة.
منهم ذو القرنين الذي حكم أجزاءً كبيرة من العالم، وجال كثيرا من الأراضي في الشرق والغرب، قد قص الله قصته في سورة الكهف بشيء من التفصيل.
ومنهم لقمان الحكيم الذي أعطاه الله الحكمة والفهم العميق، قد حكا الله وصيته لابنه في سورة لقمان التي تحمل اسمه.
وممن قص الله عنهم طالوت الذي قاد حرب تحرير فلسطين تحت إشراف نبي من الأنبياء، وحكى الله قصة انتصاره على جالوت وقَتْله على يد نبي الله داود الذي كان من ضمن الجنود، فخلف ذلك النبي بعد وفاته.
ومنهم مؤمن آل فرعون القبطي كان آمن بموسى ولكنه كان يكتمن إيمانه، فوقف ضد فرعون، وأعلن موقفه، ودعا قومه إلى الإيمان بموسى، وحكى الله قصة وعظه ومجادلته مع فرعون وملأه في قصة مفصلة في سورة غافر.
وممن قص الله عنهم قارون الذي كان من قوم موسى فتجبّـر بماله الكثير، فخسف الله به وبداره الأرض، وذلك في سورة القصص.
وهناك أمم قد قص الله عنهم، مثل قوم سبأ، وأصحاب الكهف، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الجنة، فقوم سبأ قص الله عنهم في سورة سبأ، وأصحاب الكهف قص الله عنهم بالتفصيل في سورة الكهف، وأصحاب الأخدود بشكل مختصر في سورة البروج، وأصحاب الجنـــة قص عنهم في سورة القلم.
وممن قص الله عنهم صاحب الجنتين الكافر في سورة الكهف وزميله المؤمن اللَّذَين تجادلا في قُدرة الله وأنه مدَبّر الكون، فرفض، فأحرق الله الجنتين بسبب إنكاره لقدرة الله وأن الساعة آتية لا ريب فيها.
كما قص الله عن أصحاب الفيل في سورة كاملة قصيرة، وهم كانوا غزوا من اليمن ليهدموا الكعبة في مكة، فأرسل الله عليهم طيورا أحرقتهم وأبادتهم، وكان ذلك قبيل المولد النبوي.
السور القصصية:
اعلم أن سورة الأعراف هي من ضمن أطول سور القرآن بل هي من السبع الطوال، فقد خصص الله معظمها لقصص الأنبياء فهي أطول سورة مخصصة للقصص على الإطلاق.
ومن السور المخصصة للقصص سورة يوسف، وسورة طه، وسورة القصص، وسورة نوح، ومعظم سورة هود، وسورة مريم وسورة الكهف، وسورة القمر، وجزء من سورة الأنبياء والعنكبوت والنمل وغيرها.
وبهذا تنتهي حلقات القصص القرآنية التي كانت على شكل خواطر بسبب عيشي مع القرآن لمدة عقدين كاملين، وربما أجمعها في كتاب مفرد بعد تبسيط.















