وزارة الأوقاف الصومالية.. تجربة تستحق التقدير
✍️ عبدالرحمن سهل يوسف
لا شك أن العمل الدعوي المؤسسي يُعدّ من أعمدة النهضة في المجتمعات الإسلامية، خاصة حين يكون مرتكزًا على الوسطية، ومؤسَّسًا على الرؤية، ومدعومًا بالإرادة الصادقة. وقد تبلورت هذه الرؤية لديّ بشكل أعمق خلال زيارتي الأخيرة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في جمهورية الصومال الفيدرالية، والتي كانت فرصة ثمينة للتعرف عن قرب على ما تقوم به هذه المؤسسة الحيوية من جهود نوعية في خدمة الدين والمجتمع.
لقد سعدت بلقاء معالي وزير الأوقاف الشيخ مختار روبو، حيث وجدت فيه شخصية جمعت بين الرؤية الدعوية العميقة، والاهتمام العملي بتنمية مؤسسات الدولة، والحرص على تعزيز القيم الإسلامية في حياة الناس. وخلال اللقاء، قدّمت لمعاليه هدية علمية من مجموعة من الكتب المختارة، على أن تتبعها دفعة أخرى بإذن الله، دعمًا للمكتبة العامة للوزارة وإسهامًا في نشر المعرفة الشرعية والثقافية.
وكان من أبرز ما لفت نظري في هذه الزيارة، الطابع الحضاري الحديث لمنشآت الوزارة، وما تعكسه من تنظيم إداري فعّال ونهج مؤسسي متطور، فضلًا عن جهود الوزارة المتميزة في تنظيم موسم الحج سنويًا، وتنسيقها الحثيث لتوحيد كلمة العلماء الصوماليين ضمن إطار جامع يقوم على تعزيز الوسطية والوحدة الدينية والوطنية.
وفي ظل هذه الإنجازات، أوجّه دعوة صادقة إلى زملائي من أصحاب اللغة العربية والدعاة والباحثين، بأن يُسهموا في دعم المكتبة العامة للوزارة بإهداء كتبهم ومؤلفاتهم، تعزيزًا للمشهد العلمي في الصومال، وتشجيعًا للحراك الثقافي والدعوي الذي يُبشّر بمستقبل واعد بإذن الله.
إن تجربة وزارة الأوقاف الصومالية في عهد الوزير مختار روبو تستحق أن تُرصد وتُحتذى، لا سيما في بيئة ما زالت تتعافى من آثار الحروب والتحديات. وهي برهان عملي على أن الإرادة الواعية قادرة على تحويل المؤسسات الإسلامية إلى كيانات فاعلة ومؤثرة في بناء الوعي، وتشكيل الإنسان، وخدمة المجتمع.
أسأل الله أن يبارك في الجهود، وأن يكتب لهذا الصرح الديني مزيدًا من العطاء والنجاح.
















