الشباب الصومالي بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل .
مقدمة
يشكل الشباب في الصومال نسبة كبيرة من السكان، إذ تتراوح أعمار 70% إلى 75% منهم تحت 25 عامًا، ما يجعل البلاد من بين الدول الأكثر شبابًا في العالم. هذه النسبة تمثل طاقة بشرية هائلة يمكن أن تكون ركيزة أساسية للتنمية والتقدم، لكنها في الوقت نفسه تضع على عاتق الدولة والمجتمع مسؤولية توفير التعليم الجيد، وفرص العمل، والبيئة المستقرة التي تتيح للشباب المشاركة الفاعلة في بناء المستقبل.
إلا أن الواقع يعكس معاناة الشباب من البطالة والفقر وقيود العمل الحر، إلى جانب الاضطرابات الأمنية المستمرة. كثير منهم يلجأ إلى أعمال مؤقتة لتأمين المعيشة، لكنها لا توفر استقرارًا أو حماية، بل تزيد من تعرضهم للمخاطر والإحباط. كما يواجهون بيئة مليئة بالعنف والنزاعات المسلحة، ويزداد الوضع سوءًا مع انتشار المخدرات التي تهدد صحتهم وتفتح المجال أمام الانحراف والسلوكيات الخطرة.
العقبات والتحديات أمام الشباب الصومالي
يشكل الشباب العمود الفقري لأي جهود تنموية مستقبلية، إلا أنهم يواجهون تحديات معقدة تشمل:
1. البطالة وقلة فرص العمل المستقرة: نقص الوظائف الرسمية يقلل من استقلالهم المالي.
2. صعوبة ممارسة العمل الحر وإنشاء المشاريع الصغيرة: القيود الإدارية وقلة التمويل تعرقل تطوير أعمالهم.
3. تدهور الوضع الأمني والنزاعات المسلحة: النزاعات الداخلية تحد من مشاركتهم في المجتمع.
4. نشاط الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب: الإرهاب يعرقل التعليم والخدمات الأساسية ويهدد سلامة الشباب.
5. ضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية: نقص المدارس والمرافق الصحية والطرق يحد من فرص التعلم والعمل.
6. الفقر والاعتماد على المساعدات الخارجية: يعيق استقلالية الشباب وقدرتهم على التخطيط للمستقبل.
7. المضايقات في بيئة العمل والمجتمع: يواجه البعض صعوبات اجتماعية وتمييزًا يعيق مشاركتهم.
8. غياب فرص التدريب المهني والتقني: ندرة البرامج التدريبية تحد من اكتساب المهارات العملية المطلوبة.
9. الهجرة غير الآمنة: يبحث بعض الشباب عن فرص أفضل عبر طرق خطرة تعرض حياتهم للخطر.
10. الضغوط النفسية والاجتماعية: الظروف المعيشية الصعبة تؤثر على الصحة النفسية والسلوك الاجتماعي.
11. انتشار المخدرات: تعاطي المواد المخدرة يهدد الصحة والسلوك ويعيق التطور الشخصي والاجتماعي.
الحلول المقترحة لمواجهة تحديات الشباب الصومالي.
رغم الصعوبات، يظل دور الشباب محورياً في التنمية، ومن أبرز الإجراءات المقترحة:
1. تعزيز الاستقرار السياسي والأمني: بيئة آمنة تشجع المشاركة الفاعلة في المجتمع والتعليم والعمل.
2. تطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل مستدامة: الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدماتية لتقليل البطالة.
3. دعم قوانين العمل الحر وتسهيل تأسيس المشاريع الصغيرة: تشجيع روح المبادرة وتمكين الشباب اقتصاديًا.
4. تحسين التعليم وربطه بسوق العمل ودعم التدريب المهني: تجهيز الشباب بالمهارات المطلوبة فعليًا.
5. تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية: توفير مرافق تعليمية وصحية ومواصلات ملائمة.
6. تشجيع الابتكار والمبادرات الاجتماعية: دعم الأفكار الإبداعية والمشاريع المجتمعية.
7. توفير التمويل والدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة: تسهيل الوصول إلى القروض والمنح.
8. نشر الوعي بالقوانين والحقوق: تعزيز احترام القانون والمشاركة المدنية الفاعلة.
9. الحد من الهجرة غير الآمنة عبر توفير بدائل محلية: فرص تعليمية ومهنية تقلل من البحث عن مستقبل غير مضمون في الخارج.
10. تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمواجهة ضغوط الحياة.
11. مكافحة المخدرات بالتوعية والعلاج والرقابة: حماية الشباب من الإدمان وتعزيز حياتهم الصحية والإنتاجية.
الخاتمة:
في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المعقدة، يظل الشباب العنصر الأهم في أي عملية تنموية. فرغم طاقاتهم الكبيرة وقدرتهم على الابتكار، يواجهون تحديات تشمل البطالة، ونقص فرص التعليم والتدريب المهني، وانتشار المخدرات، وضعف الخدمات الأساسية، إضافة إلى الإرهاب والتطرف الذي يضيق آفاق العمل.
أولًا: يجب أن يكون تمكين الشباب أولوية وطنية، من خلال توفير بيئة آمنة تسمح لهم بالمشاركة الفاعلة في المجتمع وممارسة أعمالهم بحرية وكرامة.
ثانيًا: التركيز على التعليم والتدريب المهني وربطهما بسوق العمل لضمان خلق فرص اقتصادية مستدامة، تقليل البطالة، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
ثالثًا: تكثيف الجهود لمكافحة المخدرات ودعم الصحة النفسية والاجتماعية للشباب، وتعزيز الوعي بحقوقهم، وتوفير بدائل محلية للهجرة غير الآمنة، ومواجهة الإرهاب والتطرف، بما يسهم في بناء جيل قادر على دفع الصومال نحو مستقبل مزدهر وآمن.