على مدى السنوات الماضية، واجهت الصومال تحديات أمنية غير مسبوقة، حيث استغلت الحركات الإرهابية الخلافات السياسية،والتراخي الأمني لتعميق الفوضى، وتهديد وحدة الدولة.
ولكن العمليات العسكرية الأخيرة في منطقة شبيلي الوسطى تشير إلى تحول مهم في مسار البلاد نحو استعادة الأمن، وتعزيز الاستقرار في البلاد.
العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الوطني الصومالي ضد حركة الشباب المتطرفة لم تكن مجرد هجمات عسكرية عابرة، بل جاءت نتيجة تخطيط استراتيجي متكامل والذي يعتمد على تكامل القوات الوطنية مع السكان،ومشاركة المجتمع المدني.
هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها بشكل واضح، إذ تم تدمير قواعد إرهابية مهمة، وتقليص قدرات الحركة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق، ما أدى إلى تعزيز الثقة في قدرة الدولة على حماية مواطنيها.
ومع أن الهجمات الإرهابية المتفرقة، مثل تلك التي شهدتها منطقة غودكا جيلعو في مقديشو العاصمةالصومالية بداية الشهر الجاري حيث تسعى إلى زعزعة معنويات القوات والشعب، إلا أن الجيش الوطني أثبت صلابته ومهنيته، مؤكداً أن هذه المحاولات لن تثنيه عن مواصلة جهوده في تحقيق الأمن الشامل.
النجاحات العسكرية في شبيلي الوسطى ليست هدفاً في حد ذاتها، بل هي بداية مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب، تركز على تعزيز الأمن المحلي، الحفاظ على الاستقرار، وبناء الثقة المجتمعية. هذه المرحلة تتطلب دعماً مستمراً من المجتمع والقيادات السياسية على حد سواء، مع تطوير قدرات الجيش ومؤسسات الدولة المدنية لضمان استدامة النتائج.
للمجتمع الدولي دور مهم هنا أيضاً: وهي دعم الصومال في تدريب وتجهيز الجيش الوطني، وتعزيز برامج بناء الدولة والمؤسسات المدنية، حيث يساهم ذلك بشكل مباشر في منع عودة الفوضى، ويجعل من الصومال نموذجاً لإعادة البناء بعد الصراع.
ويسير الصومال اليوم على طريق إعادة الاستقرار، ويظهر الجيش الوطني كركيزة أساسية لهذا المسار.
ومن خلال استمرارية الدعم السياسي والشعبي، يمكن للبلاد أن تتحول من مجرد مكافحة الإرهاب إلى تحقيق سلام دائم وتنمية مستدامة، بما يعزز سيادة الدولة ووحدة شعبها.