إعداد الكاتب الصحفي : أحمد محمود جيسود:
أصبحت الطائرات المسيرة الأوكرانية السلاح المفضل لدى الميليشيات والجماعات الإرهابية في افريقيا حيث تستخدمها في الهجمات على البينة التحتية وتجمعات المدنيين، وتُستخدم هذه الطائرات في عدد من الدول الإفريقية من شرقها حتى غربها من الصومال وصولاً إلى ليبيا، بينما يبقى السؤال الأهم كيف يتم إيصال المسيرات إلى هذه الجماعات ومن المسؤول عن عملية التنسيق بين الجماعات المسلحة وأوكرانيا.
في أواخر العام الماضي شهدت الصومال زيادة في نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة واستخدامها لتكنولوجيا حديثة بما فيها الطائرات المسيرة أوكرانية الصنع. حيث أعلنت سلطات الأمن في بونت لاند ضبط مخبأ لطائرات مسيرة إنتحارية واعتقلت سبعة أفراد مرتبطين بحركة الشباب الإرهابية في الصومال.
اما في بوركينا فاسو فكان للطائرات المسيرة الأوكرانية دورٌ في تأجيج الوضع الأمني في البلاد بعد أن استخدمتها جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة في عدد من الهجمات كان أخرها في الأول من أغسطس الجاري، حيث شنّت الجماعة هجوماً كبيراً باستخدام الطائرات المسيرة على قاعدة عسكرية في قرية دارغو بمقاطعة بولسا شمالي بوركينا فاسو. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 50 جندياً وتدمير أجزاء كبيرة من القاعدة العسكرية. وقد شارك في الهجوم حوالي 100 مسلح استكملوا العملية بحرق ونهب المنشآت العسكرية بعد الضربة الجوية.
ومن الصومال وبوركينا فاسو ننتقل الى ليبيا التي شهدت معارك دامية بين الميليشيات المسلحة التابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وأخرى معارضة له وتنافسه على السلطة في غرب البلاد، وكشفت التقارير عن استخدام ميليشيات الدبيبة للطيران المسير الأوكراني لتنفيذ عمليات استطلاعية ومحاولات اغتيال ضد قادة الميليشيات المعارضين له تحت غطاء مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب البشر.
بحسب تقرير المركز الأوروبي للدراسات الإستراتيجية، تشهد ليبيا تصاعداً خطيراً في استخدام الأسلحة الأجنبية المتطورة، حيث تلجأ الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة إلى نشر طائرات مسيرة أوكرانية الصنع في الصراع الدائر ضد الميليشيات المعارضة.
حيث قامت حكومة الوحدة الوطنية بشراء طائرات مسيرة اوكرانية عبر قنوات تجارية وعسكرية مختلفة وتم استخدام هذه الطائرات في عدد من الهجمات خلال الأشهر القليلة الماضية وفق ما تداولته مصادر محلية وشهود عيان.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحطام طائرة مسيرة أوكرانية في صبراتة بتاريخ 30 يوليو العام الجاري أسقطت خلال تنفيذها ضربات جوية استهدفت مواقع يُشتبه في ارتباطها بأنشطة غير قانونية، وذلك في إطار عمليات تقودها حكومة عبد الحميد الدبيبة.
ورغم إعلان الدبيبة أن الطائرات المستخدمة في الهجوم كانت من طراز “بيرقدار أكانجي” التركية، إلا أن مصادر ميدانية وتقارير استخباراتية تحدّثت عن استخدام طائرات مسيّرة أوكرانية تم استيرادها مؤخراً بدعم غربي وتم إدخالها إلى ليبيا عبر الأراضي الجزائرية. بعد أن رفضت تركيا أن يتم استخدام مسيراتها في عملية تصفية الحسابات التي يقودها الدبيبة.
هذا وأكدت مصادر أن المسؤول عن صفقات شراء المسيرات الأوكرانية وإدخالها عبر الحدود مع الجزائر هو وكيل وزارة الدفاع، عبد السلام زوبي، بالتنسيق مع الملحق العسكري الأوكراني لدى الجزائر، أندري بايوك، وقد وصل فريق من الخبراء المتخصصين في تشغيل الطيران المسير الأوكراني عبر الأراضي الجزائرية إلى طرابلس، وهو ما أكده آمر قوة الإسناد بعملية بركان الغضب، ناصر عمار والذي قال إن عملية استيراد الطائرات المسيرة تمت عبر عبد السلام زوبي وبتنسيق مباشر مع الملحق العسكري الأوكراني في الجزائر.
في هذا السياق يقول الإعلامي والمحلل السياسي الليبي، يوسف أمين شاكير، أن السلاح المسير الأوكراني وصل إلى العاصمة الليبية من خلال الملحق العسكري الأوكراني في الجزائر وهذه الدفعة من السلاح ليست الأولى او الأخيرة وإذا استمر التوغل الأوكراني في القارة وبالأخص في ليبيا فإن دائرة الإرهاب ستتسع وحرب الميليشيات ستصبع عابرة للحدود على حد تعبيره.


















