بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون الأحرار في ولاية جوبالاند الصومالية،
لقد آن الأوان أن نقول الحقيقة كما هي، بلا تزيين ولا مواربة حيث إن الدولة التي نحلم بها ليست دولة الشعارات الفارغة ولا خطابات الوعود الكاذبة، بل هي دولة تحترم الحريات الشخصية، وتصون كرامة الإنسان، وتقوم على انتخابات حرة ونزيهة تُمكّن الشعب من اختيار قياداته بإرادته لا بترهيب ولا بتزوير.
ولكن واقع جوبالاند اليوم مؤلم ومخزٍ. فالأمن منهار، والمؤسسات ضعيفة، والفساد مستشرٍ، والمواطن يعيش في خوف وفقر وتهميش. ومع ذلك، يخرج علينا رئيس إدارة كيسمايو الشيخ أحمد مدوبي بخطابات براقة يتحدث فيها عن إنجازات لا وجود لها إلا في مخيلته. فكيف يتحدث عن الأمن، والمدينة نفسها محاصرة، وحركة الشباب الإرهابية تتحكم في كل الطرق والمناطق المحيطة بها؟
إذا كان ما يقوله أحمد مدوبي صحيحًا، فأين هي جوبا الوسطى؟ ولماذا لم تُحرر حتى الآن؟ ولماذا لا تزال ثلاث مديريات من جوبا السفلى تحت سيطرة الإرهابيين؟ الحقيقة التي يحاول إخفاءها واضحة للجميع: فشل ذريع في بناء مؤسسات عسكرية وأمنية قادرة على تحقيق حلم سكان جوبالاند، وغياب تام للإرادة السياسية الحقيقية في تحرير الأرض وحماية المواطنين.
بل إن ما نشهده اليوم هو العكس تمامًا؛ إذ تُستخدم السلطة لإسكات أصوات الأحرار، واعتقال المعارضين، وتكميم الإعلام، وحرمان الناس من أبسط حقوقهم في التعبير والمشاركة السياسية.انهم يريدون شعبًا صامتًا خائفًا، لكننا نقولها بوضوح: شعب جوبالاند لن يسكت بعد اليوم.
نريد إدارة تخدم الناس لا تتحكم فيهم، نريد أمنًا حقيقيًا لا دعاية إعلامية، نريد دولة تحمي المواطن لا تعاقبه، وتبني لا تهدم، وتصدق لا تكذب.
فإما أن تتغير السياسات الفاشلة القائمة اليوم، أو أن يتحرك الشعب ليعيد القرار إلى يديه، لأن جوبالاند تستحق قيادة صادقة وشجاعة، لا إدارة عاجزة تبرر فشلها كل يوم بخطب جوفاء.
عبدالرحمن سهل يوسف


















