مقديشو- قراءات صومالية-اندلع قتال عنيف في عدة مناطق في منطقة تيغراي شمالي إثيوبيا بين مسلحين من الإقليم والقوات الفيدرالية التابعة لحكومة أديس أبابا، حسبما أفادت تقارير.
وقالت قوة دفاع تيغراي المتمردة إنها استولت على عدة بلدات، وأكد شهود لبي بي سي أنهم شاهدوا مقاتليها يقومون بدوريات في هذه المناطق.
ونفى الجيش الإثيوبي الفيدرالي التابع لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، هذا الادعاء وقال إنها أخبار كاذبة.
وتعد هذه أخطر مواجهة مسلحة تندلع منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما أعلنت الحكومة الإثيوبية انتصارها في الإقليم والقضاء على المتمردين.
وتسبب القتال الذي تفجر قبل 8 أشهر في تيغراي في قتل الآلاف وتشرد ملايين المدنيين، وطوال هذه المدة زادت المعاناة.
ويحتاج حوالي خمسة ملايين شخص في تيغراي، إلى مساعدات غذائية بينما يعيش أكثر من 350 ألفا، في ظروف مجاعة فعلية، وفقا لتقديرات حديثة تدعمها الأمم المتحدة.
وتأتي تقارير القتال في الوقت الذي تجري فيه عملية فرز الأصوات في الانتخابات العامة يوم الاثنين. ولم يشهد تيغراي إجراء الانتخابات نظرا للظروف الأمنية.
وقال المتحدث باسم المتمردين جبري جبري صادقان، إن قوات الدفاع عن تيغراي، شنت الهجوم الأسبوع الماضي واستهدف عدة بلدات. وقال إن المقاتلين دمروا آليات عسكرية وأسروا بعض جنود القوات الحكومية.
وقال شهود لبي بي سي إن قوات المتمردين دخلت بلدة أديغرات الإستراتيجية التي تبعد 45 كيلومترا فقط عن الحدود الإريترية. إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون هذا أهم تقدم للمتمردين منذ بدء الحرب.
كما شوهد مقاتلون من قوات الدفاع عن تيغراي في عدة بلدات إلى الشمال والجنوب من عاصمة المنطقة ميكيلي.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإثيوبي الكولونيل جيتنيت، وقوع قتال لكنه نفى فقدان السيطرة على أي بلدات أو تدمير معدات عسكرية أو أسر جنود.
وقال: “بينما كانت الحكومة الإثيوبية مشغولة بالانتخابات الوطنية وقضايا سد النهضة، فإن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإرهابية، مع مجنديها الشباب، شاركوا بقوة في أنشطة إرهابية”. .
وأضاف أن العمليات جارية للقبض على قادة المتمردين.
وشنت الحكومة الإثيوبية، بمساعدة قوات من إريتريا المجاورة، هجومها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للإطاحة بالحزب الحاكم في المنطقة آنذاك، جبهة تحرير شعب تيغراي. وبحلول نهاية هذا الشهر، أعلنت الانتصار.
وكان هناك اختلاف كبير بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ورئيس الوزراء أبي أحمد، بسبب إصلاحاته السياسية، لكن تفجرت المواجهة العسكرية بعد سيطرة الجبهة على قواعد عسكرية فيدرالية في تيغراي، فقرر أحمد غزوها.
ومنذ ذلك الحين، انضمت قوات الجبهة إلى مجموعات مسلحة أخرى في الإقليم لتشكيل قوات الدفاع عن تيغراي.
وفي حديث لبي بي سي يوم الاثنين بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات الوطنية التي تأجلت مرتين، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إنه يعمل مع القوات الإريترية لحملها على مغادرة إقليم تيغراي، لكنه قال إنه لن “يطردهم”.
وتتهم منظمات دولية القوات الإريترية بارتكاب مذابح واغتصاب جماعي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمشردين، وهي اتهامات نفتها إريتريا.
كما نفى أبي أحمد وجود مجاعة في تيغراي. واعترف بوجود مشكلة لكنه قال إن الحكومة يمكن أن تصلحها.
كما استبعد أحمد إجراء محادثات مع جبهة تحرير تيغراي، التي صنفتها حكومته كمنظمة إرهابية، في مايو/ آيار الماضي.
المصدر: البي بي سي العربية