إن التوتر التعليمي الذي طرأ في المجتمع الصومالي بعد سقوط دولتهم سبب في كل أزمة تواجه في نظامهم التعليمي، إثر هذه السقوط فسد كل شيء من الأدوات والنشاطات التعليمية، فأصبح المعلم الصومالي يستهدف الربح والتجارة من خلال الرسوم الدراسية، وصار التعليم الابتدائي والإعدادي غير متوازن في مدخلات التعليم.
وعلى الرغم من ذلك إن الوضع المادي للمعلمين الصوماليين مخل وقبيح ومذموم، حيث يواجه المعلمون وضعا اقتصاديا وماديا شائنا ورديئا يتصور في انخفاض دخلهم مقارنة بدخل زملائهم الآخرين كالمهندسين والأطباء والمحامين وغيرهم من المعلمين مما جعل قناعتهم ورضاهم في استمرار مهنتهم دون المستوى المطلوب!، وعلى هذا فإن سوء الوضع المادي للمعلمين سبب في غياب التدريس الفعال لدى المعلمين وله نتائج سلبية في اكتسابهم بمهارات التدريس الفعال منها:
1- عدم القدرة على الكثير من المعلمين بتوفير الحاجات الأساسية والضرورية لهم ولعائلاتهم مما يجعلهم عرضة للضيق والقلق والتوتر النفسي والتي قد يعكسها المعلمون داخل غرف وقاعات التدريس مع ما يصاحبها من تأثيرات سلبية على التعلم.
2- مبادرة بعض المعلمين الصوماليين للحصول على عمل ثان يجلب عليهم دخلا إضافيا يعينهم على الوفاء بالتزاماتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية مما قد يصيرهم دائمي الانشغال بغير عملهم التدريسي.
كيف كان التفاعل بين المعلمين والمجتمع الصومالي؟.
وإذا نظرنا حالة المعلم الصومالي في مجتمعه لم يعد يحظى مما يليقه ويستحقه من تقدير واحترام، فكثير من الدراسات تؤكد أن مهنة التدريس لم تعد من المهن المميزة والمتقدمة التي يقبل عليها الطلاب!، وبعض الصوماليين يرون أن مهنة التدريس أوحرفة المعلم أقبح مهنة على سائر المهن!.
وفي عام ٢٠١٣ -٢٠١٥م، كنت أعمل مدرسا في بعض المدارس الصومالية ولأن العمل في الهدف الخاص يتفوق على الهدف العام، فأخيرا نجحت هذه المهنة ( المهنة التدريسية ) خلال هذه الأعوام، وبذلت الكثير من الوقت والجهد في سبيل تحقيق المنفعة التي كنت أحمل بها للطلاب وفي تسهيل وصول المعلومات إليهم، حيث أن التدريس رسالة قبل أن تكون مهنة بأجر!، وهذه المهنة هي أقل المهن احتراما وأكثرها حرقا للأعصاب!، فإذا كانت الأمة لديها قوام التعليم فإنها تكون أمة قوية وثابتة وراسخة متمكنة فيها، في حين أن الأمة التي تعاني من الجهل فهي أمة ضعيفة ولا تتقدم إلا بالتعليم.
وفي مقابل هذه المشكلات وهذه الحوادث يعاني القطاع التعليمي في الصومال كثيرا من المشاكل التي تخل بنظام سيره، وتؤدي إلى الفوضى والإزدحام، أبرزها أن المعلمين يتعاملون الطلبة بالحماقة والنهب بالتعليم، وعلى هذا فإنهم يوجهون عدة طرق بكسب المال، يحرمون الطلاب من الدراسة إذا لم يدفع الرسوم الدراسية!، تلك هي مشكلة عظمى، فوعلى هذا الأساس سقط الإخلاص، وذهبت الإنسانية، وراحت أهمية العلم.
هذه المشكلة أدت إلى انهيار التعليم، وفرار عدد هائل من الأجيال الصوماليين عن التعليم، إضافة إلى ذلك فإن لكل مدينة أو كل حي فيها سبعة أو تسعة مدارس بمختلف المناهج ومختلف الأهداف!، فالطلاب الذين يدرسون في هذه المدارس ليس لهم نظام تعليمي ثابت أو سلم تعليمي؛ بمعنى أنهم يدرسون بلا وقت مقيد (لا بداية له ولا نهاية)، ولهذا يؤدي إلى عدم التواصل بالدراسة، فالأسباب الداعمة التى أدت إلى ارتكاب مديري المداس الصومالية في هذه الجريمة التعليمية هي عدم خضوع المعليمين بالتدريب اللازم على مهارات التعليم وقواعد التربية، فهم لا يفهمون هيمنة التعليم، ولا يبالون أجيال الصوماليين!.
التربية والتعليم يقودان المجتمع إلى التقدم والتطور، بما أن الأهداف التربوية تقود العملية التعليمية والعكس صحيح كما قال علماء التربية، إثر هذه العمليات فإن أساس التعليم يكون المعلم، إذا فسد المعلم فسد المجتمع!، تلك مقياس الأمم بالمعرفة كما يقاس الكمية بالميزان! .
حال مأمول المعلم الصومالى
غياب مسؤولية الدولة بالتعليم خاصة من قبل وزارة التربية والتعليم؛ بتأهيل المعلمين ورعايتهم تلك التى تجبر المدرسين بعدم اخلاصهم أثناء أداء مهامهم خاصة مديري المدارس بالعلم والمعرفة، فسقوط قطرات من الأخطاء الشائعة التى تبين أن المجتمع الصومالى يعتقد من مديري المدارس والمؤسسات التعليمية أنهم لا خطأ لهم، تلك التى تسبب وتفضي إلى الغرور !، لماذا؟!.
السبب في ذلك أن أكثر مديري المدارس غير مؤهلين بمناسبهم ومستواهم، وهذا لايعني أننا ندعوا إلى إهمال كرامة المعلمين ووضعهم لا تليق بهم، ولكن نحمي حدود مديرى المدارس والمؤسسات العليمية، لأن المعلم كاد أن يكون رسولا بعلو شأنه ومهمته للمجتمع..
ونأمل أن يكون المعلم الصومالي المعلم الذي نريده!، المعلم الذي يريده المجتمع!، لكن المسألة، بأي أساس يكون المعلم بهذه المواصفات التى نريدها؟!.
لقد برز إلى السطح عيوب وأزمات شتى، وعلى مديرى المدارس والمؤسسات التربوية بأن يقيموا المعلمين بعلمهم ومهاراتهم المعرفية، وأن لا يتم مقياس المعلمين والمديرين بالقبلية والعنصرية، لأن وظيفة المعلم ليست سهلة ولا شبه سلهة، هي وظيفة الأنبياء والرسل!.

















