من أسخن اللحظات التي عاشها المؤتمر الرابع الذي يستضيفه مركز المقاصد في يومه الأول هو محاولة الإجابة عن دور العروبة في الهوية الصومالية، ومن هنا بدأت التجاذبات المعتادة بين أطراف تعتقد أن الإجابة هي إجابتها.
المشكلة ليست في دور العروبة، لأن العروبة في الصومال هو واقع ثقافي ودستوري مُلزم، ورح للدين الإسلامي الذي يُدين به جميع أفراد المجتمع الصومالي، والمتجاذبين حول هذه الدور يعلمون ذلك، ولكن المُشكلة في تحميل العروبة حمولات زائدة لا طاقة لها بها داخل المجتمع الصومالي، مثل عروبة العرق، عروبة التاريخ، عروبة الانتماء …الخ.
وهذه حُملات الزائدة هي مصدر قلق وانزعاج لأطياف من المجتمع الصومالي، أضيف إلى ذلك عامل اللغة، فاللغة العربية ليست لغة الأم للمجتمع الصومالي، وطالما المجتمع الصومالي لا يتحدث اللغة العربية كلغة أساسية، سوف يظل هناك مداخل لمُحاربة العروبة داخل المجتمع، واستمرار هذه المُحاربات وتذكير الناس بالنزعة القومية المُجردة، وإن العروبة هي دخيلة داخل المجتمع، سوف يضر حتما بالدين الإسلامي.
لذلك لا نفزع من فكرة تكوين بناء علاقة جديدة مع العروبة ننقذ بها الهوية الصومالية وإسلامية المُجتمع، وإعادة صياغة العلاقة مع العروبة لا يعني مُعاداة للإسلام، فالصلة بين العروبة والإسلام لا تنقطع، لكن هو يعتبر نوع من تصحيح مسار يضع العروبة في مسارها التي يتماشى مع واقع المجتمع الصومالي اليوم هو اعتبار العروبة غطاء ثقافي وديني فقط.