لابد من التعرف على الفرق بين وزارة الشؤون الدينية ووزارة الشؤون الإسلامية؛ لأنهما مصطلحان متشابهتان لكنهما في الحقيقة يختلفان في المضمون والمسؤوليات، وهذا ما اضطر الحكومة الصومالية من الانتقال من اسم “وزارة الشؤون الدينية والأوقاف” إلى “وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية” مما يعكس رغبتها في تعزيز الثقافة الإسلامية ودعم المؤسسات التي تُعنى بذلك؛ لأن اسم وزارة الشؤون الدينية يعنى بتنظيم الشؤون الدينية بشكل عام أيا كان هذا الدين، غالبًا ما تهتم بشؤون الطوائف الدينية المختلفة في الدول التي توجد فيها تعددية دينية، وتعمل على تنظيم العلاقة بينها وتوفير حقوقها كما تتولى قضايا مثل التعايش الديني، وتمثيل جميع الطوائف، مثل إندونيسيا: التي توجد “وزارة الشؤون الدينية” والتي تشمل كافة الأديان، وتتولى قضايا مثل التعايش الديني، وتمثيل جميع الطوائف.
وهناك أيضًا هيئات خاصة تركز على الشؤون الإسلامية فقط، مثل “المجلس الإندونيسي لعلماء الدين” الذي يدعم أنشطة المسلمين.
وبعض الدول تختار أن تفصل بين “وزارة الشؤون الدينية” و”وزارة الشؤون الإسلامية” لضمان إدارة فعالة لكل جانب، خصوصًا في المجتمعات متعددة الأديان، مثل نيجيريا: تتواجد وزارتان، حيث تتولى وزارة الشؤون الدينية الإشراف على جميع الأديان، وتعمل على قضايا التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، وفي بعض الولايات الشمالية ذات الأغلبية المسلمة، توجد مجالس مختصة بالشؤون الإسلامية فقط، مثل إدارة المساجد والمحاكم الشرعية.
وأما ماليزيا: فلديها وزارة تُعرف بـ”وزارة الشؤون الإسلامية” وتختص بتنظيم الشؤون الإسلامية فقط، مثل إدارة المساجد وتقديم الخدمات الدينية للمسلمين.
كما يوجد “مجلس الشؤون الدينية” الذي يشرف على شؤون الطوائف الدينية الأخرى ويضمن التعايش الديني.
وأما لبنان فليس لديها وزارتان محددتان للشؤون الدينية، ولكن يوجد مجلس خاص لكل طائفة دينية؛ مثل “المجلس الإسلامي الشرعي” و”مجلس البطاركة والأساقفة”، وهو نوع من التنظيم الذي يسمح لكل طائفة بإدارة شؤونها.
ومن هنا يمكن أن نقول إن اختيار الحكومة لهذه الوزارة باسم الوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مثل البلدان التي لا توجد فيها تعددية دينية فكرة صائبة لتكون وظيفتها الأساسية تقديم الخدمات الدينية للشعب الصومالي المسلم، وتنظيم الخطاب الديني، والإشراف على المؤسسات الإسلامية.
وينتظر من الوزارة بعد هذا التغيير أن تتبنى برامج جديدة تعزز الثقافة الإسلامية، وتنشر تعاليم الإسلام السمحة، والأخلاق الفضيلة في البلاد كما تتطلب التسمية الجديدة بهيكلة جديدة مناسبة لمهامها الجديدة، لتتحمل مسؤوليات أكثر تركيزًا على تنظيم المؤسسات الإسلامية والمشاريع الوقفية.