مقديشو (قراءات صومالية)- بدأ الكينيون، الثلاثاء، بالتوافد إلى مكاتب الاقتراع لانتخاب رئيس جديد، فضلا عن نواب ومسؤولين محليين في إطار عملية تصويت تحمل رهانات كبيرة في البلد الذي يعدّ قطبا اقتصاديا في شرق إفريقيا ويرزح حاليا تحت وطأة غلاء المعيشة
وينبغي للناخبين البالغ عددهم 22,1 مليون التصويت ستّ مرّات لرسم الملامح السياسية لهذا البلد الذي يقوم مقام معقل للديموقراطية في منطقة غير مستقرّة لكن مزّقته قبل 15 عاما أعمال عنف شديد
ومن مركز المال والأعمال إلى الأحياء الفقيرة في نيروبي ومدن أخرى، بدأت طوابير الانتظار تتشكّل أمام مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها عند السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.
وإذا لم يحصل أيّ من الخصمين اللذين كانت تربطهما تحالفات في الماضي على أكثر من 50 % من الأصوات، ستنظم دورة ثانية من الانتخابات، في سابقة من نوعها في كينيا
وأيّا تكن النتيجة، سيسطّر الرئيس الجديد سابقة في تاريخ البلد، إذ إنه لن يكون من قومية كيكويو، كبرى القوميات الكينية التي تتحكّم بزمام السلطة منذ 20 عاما والتي ينتمي إليها الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا الذي لا يحقّ له بموجب الدستور الترشّح لولاية ثالثة
وسيكون الرئيس الجديد للبلد إما من عرقية لوو، إن فاز أودينغا أو من عرقية كالينجين، إن كان الفوز من نصيب روتو. وكلتاهما عرقيتان كبيرتان في البلد
وفي هذا البلد الذي تسوده الاعتبارات القبلية، يرى خبراء أن هذه المعادلة قد تسقط هذه السنة في ظلّ الرهانات الاقتصادية الشديدة الوطأة وعلى رأسها غلاء المعيشة
وأرخت جائحة كوفيد-19 التي أعقبتها الحرب في أوكرانيا بظلال ثقيلة على هذا المحرّك الاقتصادي الإقليمي الذي بالرغم من نموّه الديناميكي (7,5 % في 2021) يبقى رازحا تحت وطأة الفساد واللامساواة
وشدد وليام روتو الذي يقدّم نفسه على أنه المدافع عن مصالح “من يتدبّرون أمورهم يوما بيوم” على نيته “خفض كلفة المعيشة”، في حين تعهّد أودينغا تحويل كينيا إلى “اقتصاد دينامي وعالمي” مؤلّف من “قبيلة كبيرة” واحدة.