المسابقات القرآنية في الصومال:
منذ القدم وعبر العصور اشتهر الصوماليون بحفظ القرآن الكريم بعد وصول الإسلام إلى ديارهم وفي وقت مبكر.
الصوماليون والدغسي:
أعرق وأقدم مؤسسة تعليمية لدي الصوماليين الكتاتيب أو الخلاوي القرآنية (الدغسي)، وهي مدارس أسسوها لتحفيظ القرآن الكريم خصوصا، حيث يتعلم التلميذ فيها الكتابة والقراءة والخط العربي عموما إلى أن يحفظ القرآن الكريم.
القراءة،والرواية السائدة في القطر الصومالي:
القرآن نزل على سبعة أحرف وبلغة قريش، يصدق بعضه بعضا بلسان عربي مبين.
ومن رحمة الله وتيسيره على هذه الأمة أنه يسر القرآن لفظا وحفظا وفهما كما في سورة القمر، والقيامة، والعنكبوت.
ومن أوجه رحمة الله وتيسيره أنه أنزل كلامه في قراءات متنوعة.
ومن هذه القراءات قراءة أبي عمرو الداني، وكانت هذه القراءة خاصة رواية الدوري هي السائدة والمنتشرة في الصومال منذ أن بزغت شمس الإسلام على هذا البلد إلى وقت قريب ربما إلى ما قبل أربعين أو خمسين سنة.
انتشار القراءات القرآنية في الصومال:
كما أسفلنا قريبا فإن رواية حفص الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري هي المعروفة المتتشرة في البلد، لكن انتشر في الآونة الأخيرة في البلد رواية حفص عن عاصم الكوفي -رحمة الله على الجميع- حيث حلت محل الرواية السابقة خصوصا في المدن الكبرى والمتوسطة، أما في الأرياف والبوادي وبعض القرى فلا تزال رواية حفص الدوري مقروءة ومنشرة فيها.
ومن الملاحظ والأمر الإيجابي في الآوانة الأخيرة انتشار القراءات القرآنية في البلد – السبع والعشر، حيث ازداد عدد المجازين والمجازات فيها، وهذا أمر إيجابي ومن تجليات حفظ الله لكتابه وتحقيق وعده في عدم ضياعه.
ومن المعروف أن حفظ السند من خصائص هذه الأمة – ولله الحمد.
المسابقات القرآنية في الصومال:
اشتهر الصوماليون بحفظ القرآن منذ وصوله إليهم وإلى يومنا هذا، وبعد انتشار المسابقات القرآنية داخل وخارج البلد أحرز عدد كبير منهم المراكز الأولى، وحصدوا جوائز قيمة ثمينة.
ومن الملاحظ في المسابقات الدولية مشاركة عدد كبير من الحفاظ والحافظات الصوماليين المغتربين ممثلين لبلدان عديدة استقروا فيها وحملوا جنسيتها.
وقد انشرت في السنوات الأخيرة خاصة في العقد الفائت مسابقات قرآنية يقيمها الصوماليون داخل البلد أو في دول الجوار أوفي البلدان التي يقيمون فيها مرصدين لتلك المسابقات جوائز ثمينة – مبالغ مالية ضخمة وأخرى عينية كالذهب والسيارات.
إلى جانب ذلك يقول بعض العلماء المتخصصين – ولست منهم-: إن المسابقات القرآنية الكثيرة المتكررة، والأموال التي تنفق فيها تحتاج إلى ترشيد ومراعاة الأولويات فيها والموازنة بين حفظ لفظ القرآن وفهم معانيه ومقاصده وتطبيقه.
مسابقة الماهر للقرآن الكريم:
من المؤسسات النوعية التي تعنى بالخدمة للقرآن الكريم حفظا وتفسيرا ومسابقة وتدريبا للمعلمين
مؤسسة الماهر للقرآن الكريم.
وقد شاركت أمس في حفل اختتامها لمسابقة ماهر للقرآن الكريم وتفسيره في حديقة دار السلام – بدعوة كريمة من أمين عامها الشيخ الدكتور عبد الباري العلمي- بمقديشو إلى جانب جم غفير من العلماء والقراء وغيرهم.
وقد حصد الفائزون بالمراكز المتقدمة جوائز قيمة وغالية ما بين آلاف الدولارات إلى مائة (١٠٠) غرام من الذهب.
وخطر لي أثناء تسليم وتسلم الجوائز الجائزة الكبرى التي سيفوز بها صاحب القرآن (المسلم) في عرصات القيامة كما في قول الله تعالى:
{وأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤو كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}.
جعلني الله وإياكم من أهل هذه الجائزة الكبرى.
والحمد لله رب العالمين.
الاستاذ إبراهيم بن حسن