محمود عدي/ صحفي وعضو نقابة الصحفيين المصرية
بعيدًا من الصراعات والقنابل والألغام والجماعات المسلحة، تقع مدينة بورما أو ورمة، عاصمة إقليم أودل أحد أقاليم دولة أرض الصومال (صومالي لاند)، أقصى الشمال الغربي في الصومال، وقريبة من الحدود مع جيبوتي وإثيوبيا.
بعد استقلال ووحدة الصومال، كانت كغيرها من المدن الحدودية، ساحة للحرب بين الصومال وإثيوبيا، في عامي 1963 و1977، وتعرضت لإعتداء إثيوبي في أواخر الثمانينات بسبب قربها من الحدود، راح ضحيته العشرات.
يتجاوز عدد سكانها النصف مليون نسمة، بأغلبية من قبيلة غادابورسي “السمرون”، إحدى القبائل الصومالية الشمالية. وتوصف المدينة بالرائدة في تنظيم المجتمع وتطويره، والأولى من نوعها لتبني خطة للمساعدة الذاتية.
الخدمات
كانت بورما المقر القديم لأكثر الهيئات الغربية، وتملك ثلاثة شركات للكهرباء، وأكثر من شركة للمياه، إضافة إلى شركات اتصالات، وأكثر من مستشفى منها الحكومي والأهلي، يتدرب فيها طلاب الجراحة بكلية الطب التابعة لجامعة عمود.
تتمتع المدينة بخدمة الإنترنت الدائم، كما تمتلك ثلاثة مصانع لتعبئة المياه، ومصنعاً لتعليب الحليب، ومصنعين للأسمنت.
التعليم
يقول المؤرخ محمد طاهر الزيلعي: “كان الأهالي القدماء يذهبون إلى حواضر العالم الإسلامي، للتزود بالعلوم الإسلامية، وفي عام 1863 أرسل الأوغاس روبلي عشرين من أقاربه على نفقته إلى الأزهر والحرمين والزيتونة، وعاد الكثيرون ليكونوا قضاة ومعلمين شرعيين، بخلاف تخصصات أخرى كثيرة”.
ويضيف: في عهد الاحتلال الإنكليزي لم ينقطع العلم، فإثر إعلان بورما منطقة إدارية بعد تنصيب الأوغاس علمي، تم بناء أول مؤسسة تعليمية نظامية في الصومال، وذلك باستحداث مدرسة عمود الشهيرة.
وتعد هذه المدينة من أبرز المدن في التعليم الصومالي، حيث تشرف على مدارس عدة ثانوية وأساسية متطورة ومعترف بها، أشهرها مدرسة الأقصى وأبي ابن كعب، وعمر بن الخطاب، ومدارس أخرى في بلدة الشيخ الشهيرة.
وكذلك تحتل مركز اً متقدماً في التعليم الجامعي، فهي مركز لجامعة عمود (Amoud) التي تعتبر أول مؤسسة جامعية بعد الحرب الأهلية للتعليم العالي في الصومال، وأيضا مركز للجامعة الأميركية ايلو EELO .
ويرى النقاد أن بورما مثل بوسطن في جذبها للطلاب، فهناك 52 مدرسة بين عامة وخاصة وثانوية ومتوسطة وابتدائية، مع عدد من الجامعات، بالإضافة الى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة.
جامعة عمود
في عام 1997 تم تحويل مدرسة عمود إلى جامعة بجهود بعض المغتربين، وكانت فكرة إنشائها لأربعة مثقفين يعملون بدول الخليج العربي في أوائل التسعينيات، لتصبح من أكبر وأهم الجامعات بالمنطقة. وتقع في وادي عمود الشهير، وتتضمن كليات متعددة أبرزها الطب والإدارة والهندسة.
أيلو الأميريكية
هو اسم الجامعة الأخرى في بورما، أسسها أميركيون من أصل صومالي، وبدعم من أكاديميين أميركيين. والمبنى يعد أطول مبنى في المدينة، ويتم فيها تدريس اللغة العربية بجميع المستويات.
الطبيعة الخضراء
بورما الهادئة أو مدينة الحدائق كما تلقب، هي مدينة جبلية تمتلك طبيعة خلابة تحاط بالأشجار والمروج الطبيعية، والمراعي التي تجذب الحيوانات المختلفة مثل الغزلان والأحصنة، وأنواع الطيور المختلفة، وتعد نقطة الاتصال الرئيسية للحياة البرية.
المدينة ذات التلال الكثيرة، والتي تتوفر على طبيعة خاطفة للقلوب، لديها درجات حرارة لا تتجاوز 35 درجة مئوية، بحسب أعلى درجة حرارة مسجلة، ويطلق عليها مدينة العلم والسلام.
السياحة فى هدوء
تشهد المدينة إقبالًا كبيرًا، خلال فصل الصيف والعطلات، وتجذب جميع أطياف الصومالين المغتربين للإقامه بها، ويوجد بها مطار وحيد وهو بورما الدولي.
وهناك أربع فنادق رئيسة في المدنية ذات الطبيعة الساحرة، وتقدم في هذه الفنادق الخدمات بجودة عالية، لعل أشهرها فندق رايز، وفندق كاب تاون وهروة، ونسيمو. وفي الأماكن الداخلية في المدينة، يقع فندق بوراما وفندق المدينة المنورة.
ومن أكثر المواصلات المستخدمة في بورما الـ”توك توك”، والمعروف باسم BAJAJ.
المصدر: صحيفة حياة الاجتماعية