عاد اليوتيوبر المصري صابر مشهور إلى شواطىء السياسة الصومالية الضحلة وغرق فيها كعادته؛ لأن مشكلة الرجل كما أشرنا إليها في تدوينة سابقة أنه متشبع بالعقلية المؤامراتية في تحليل الأمور فضلا عن جهله الفاضح في الشأن الصومالي مما يحول كلامه إلى نوع من الثرثرة وعلى قول أهلنا في مصر “الهري” ، أي أنه يهرف بما لا يعرف.
ومن الصعب ذكر الأخطاء الواردة في كلمته الأخيرة ولكننا نشير إلى بعضها من باب لفت الأنظار فقط.
ذكر (الصحفي) المشهور بالثرثرة أن فهد كان مديرا للمخابرات خلال الشهرين الماضيين!!! لا تعليق، وذكر أيضا أن جيبوتي بلغت الامارات في شأنه، وأمرت استبقائه
ثم بلَّغت جيبوتي رئيس وزراء الصومال الذي بدوره أمر باحتجازه؛ لأن رئيس الوزراء في حالة شجار مع الرئيس!!، وقال أيضا: أن هناك رواية تقول إن رئيس الوزراء هو الذي طلب من جيبوتي لاحتجاز الرجل!.
فماذا نسمي هذا الكلام العجيب إذا لم يكن هريا!؛ لأن الرجل لا يشر إلى أدلة واضحة أو محتملة تؤكد صحة معلوماته المتعلقة بالدور الخارجي في القضية “الإمارات، وقطر، والسعودية” ومع أنه حاول في بعض الأحيان أن يتقلد بدور المفتي مستخدما بعض الكلمات الشرعية مثل “حرام ولا يجوز” فضلا عن محاولاته المستميتة في ذكر بعض الأحداث التاريخية كحادثة اختيار الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتمثيله نتائج الفدرالية بتاريخ الأندلس، وبما أن الرجل يوجه كلامه تارة للعلماء ومرة إلى الشعب كا يحاول أن يتمثل بدور المفتي أو الداعية الناصح تارة، ودور الصحفي والمحلل السياسي مرة أخرى، ولكن المتابع النبيه يتلمس بحهل الرجل عن الدين وعن السياسة معا فضلا عن قلة معلوماته فيما يتعلق بنظام الحكم في الصومال!.
ومن ناحية الثقافة الدينية جهل أو تجاهل عن مبدأ التثبت، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، والقاعدة الشرعية: “إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل”!
فأين دليله بأن الإمارات كانت طرفا في المشكلة، وأن رئيس الوزراء أمر بإعادة المسؤول الصومالي قبل أن يقدم نصائحه الدينية لعلماء الصومال؟
أما فيما يتعلق بالسياسية فإن الرجل يجهل بأبسط قواعد اللعبة في الصومال، حيث يشير إلى أن الدستور يمنع من الشعب الصومالي حق انتخاب رئيسه، وهذا غير صحيح، وقال أيضا أن رئيس الوزراء الحالي محمد حسين روبلي جاء بصيغة توافقية بين الرئيس والمعارضة!، وهي إسوا من سابقتها، هل رأيتم فضيحة أكبر من هذه الجهالات!
وهذا غيض من فيض ولذلك لا تستغربوا اذا وصفنا في كلامه بالثرثرة و”الهري”، ومع أننا نؤكد أن الرجل يتمتع بحنجرة قوية ولكنها فارغة من المضمون؛ لذلك لا ضير بأن تصدر هذه الثرثرة من صابر وغيره من بعض هواة اليوتوب؛ لأننا نملك أكواما من بياعي الكلام أمثاله، وهذه ليست مشكلتهم ولكنها هي مشكلة هذه الوسائل التي تتكسب من التفاهة وتجعل لها محافل ومكاسب مغرية.
ودمتم في رعاية الله وحفظه،،،
عبدالقادر علي ورسمة
كاتب صحفي صومالي