قراءات صومالية – الأخبار الصومال – الأخبار الصومالية

  • الرئيسية
  • اخبار محلية
  • شرق افريقيا
  • التقارير و التحليلات
  • مقالات
  • حوارات
  • التحقيقات والدراسات
  • الفن والأدب
  • عرض الكتب
  • عن الموقع
  • الصفحة الرئيسية
  • الأخبار
    • اخبار محلية
    • شرق افريقيا
  • التقارير و التحليلات
  • مقالات
  • حوارات
  • التحقيقات والدراسات
  • الفن والأدب
  • عرض الكتب

حصائص الأسلوب الدعوي الناجح

3 فبراير، 2023
حسن محمد إبراهيمbyحسن محمد إبراهيم

شارك

ShareTweetPin

يحتاج الخطاب الدعوي المعاصر إلى مراجعات تصحيحية على مستوى المضمون والمحتوى لتقييم صحته وسلامته من الإضافات العندية وشموله لكل ما جاء به الشرع الحنيف من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات ،كما يحتاج إلى ذات المراجعات على مستوى الوسائل- وهي الأدوات التي يؤدى بها الخطاب- للتأكد من ملائمتها للمكان والزمان ،بالإضافة إلى مراجعته على مستوى الأسلوب وهو الكيفية والطريقة التي تؤدى به، وفيما يلي جملة من خصائص الأسلوب الدعوي الناجح :

  1. الوضوح من حيث الهدف ( القصد ) والمضمون فلا يكون فيه غموض لتجنب سوء الفهم والتشويش على السامع ( المخاطب ) ومما يعين على الوضوح التحدث بلسان المدعوين واستخدام أساليبهم البيانية( ﴿وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [إبراهيم: ٤] وكذلك تجنب التقعر في الكلام أو استخدام المصطلحات ذات الحمولات الفلسفية الغامضة التي لا تهضمها العامة ( حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله )أخرجه البخاري في كتاب العلم عن علي رضي الله عنه ( ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه )أخرجه مسلم في النهي عن الحديث بكل ما سمع عن ابن مسعود رضي الله عنه
  2. السهولة واليسر فلا يكون فيه تعسير ولا تكلف وذلك لتسهيل النجاة للناس ( وما أنا من المتكلفين ) والتيسير من مقاصد الشريعة ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) والتخفيف من السمات المميزة لهذه الشريعة ( بعثت بالحنيفية السمحة ) ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) ومن التسهيل ألا يطالب المدعو بمال أو منفعة ) ( أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون ) ومن التسهيل تألفه بالمال ( والمؤلفة قلوبهم ) وكذلك عدم الإطالة عند الإلقاء وتخول الناس في الموعظة مخافة السآمة
  3. التبشير وعدم التنفير وكان هذا هديا ثابتا في دعوة النبي صلى الله وسلم فعن عَنْ أبي موسى رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ : ” بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا “.أخرجه مسلم . ويقتضي ذلك تغليب الترغيب والتبشير وتجنب كل ما من شأنه أن ينفر الناس فعن أبي مسعود رضي الله عنه أن رَجُلًا قَالَ : وَاللَّهِ – يَا رَسُولَ اللَّهِ – إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ : ” إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ “.أخرجه البخاري. ومن أنواع التنفير : التيئيس والتشديد والغلو والتنطع فعن عبد الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” هَلَكَ المتنطعون ” . قَالَهَا ثَلَاثًا.ومن التبشير التشويق وتقديم الخطاب بأبهى حلة وذلك باستخدام المؤثرات البصرية والإعلامية الجذابة فإن المعاني تحتاج إلى أن تقدم في قوالب تناسبها وقد يكون القالب لفظا كما يكون مؤثرات صوتية وبصرية
  4. الرفق في الخطاب وتجنب العنف والتعنيف ولو في مواضع الاستفزاز : عَنْ عروة بن الزبير ، أَنَّ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا : السام عَلَيْكُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ : فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ “. فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” قَدْ قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ “. فالخطاب الدعوي يعتمد على الإقناع والتأثير في قلوب الناس والاقتناع هو مسألة نفسية ولا يكون بالاكراه والتعنيف وإنما يكون بالترفق وتحاشي الإغضاب
  5. اللين وترك الخشونة والإغلاط ( فقولا له قولا لينا ) وهذا في مواضع الدعوة وليس في مواضع الإنكار ، ومن اللين تحسين الكلام وتجنب الإفحاش ( وقولوا للناس حسنا ) وذلك لحفظ مقام المدعو والمردود عليه وتجنب إسقاطه أو الإساءة إلى سمعته لأن الهدف هو ترشيده وتقويمه وليس التخلص منه والقضاء عليه
  6. الواقعية ويكون ذلك من جهتين : الأولى هي أن يكون ملقي الخطاب ملما بواقعه ومدركا لما يحيط به من فرص وعقبات بالإضافة إلى معرفة أحوال مجتمعه وعاداته والجهة الثانية : هي أن يكون الخطاب مناسبا لمقتضى الحال ملائما للزمان والمكان مشتبكا مع مشكلات المجتمع مقدما لها حلولا واقعية وعملية ( وقرآنا فرقناه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) فإذا تحاشا الخطاب الجوانب التطبيقية واكتفى بالتنظير المعرفي بات تعجيزيا ونضرب لذلك مثلا بمسألة الولاء والبراء التي ركز عليها خطابنا كثيرا على مستوى البيان لكننا في المقابل لم نقدم حلولا عملية تعين الناس على الاستغناء عن أعداءهم فهم مرتبطون بهم ارتباطًا عضويا في أكثر معاشاتهم اليومية من صحة وتعليم واقتصاد .. إلى أخ ، والنبي صلى عليه وسلم كان إلى جانب تقريره لهذه المسألة عقديا ومعرفيا يقدم بدائل عملية تغني الناس عن الحاجة إلى عدوهم ومن ذلك ما روي عن عثمان رضي الله عنه : أنشدُكُم باللَّهِ وبالإسلامِ ، هل تعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قدمَ المدينةَ وليسَ بِها ماءٌ يستَعذِبُ غيرَ بئرِ رومةَ ، فقالَ : مَن يشتَري بئرَ رومةَ فيجعَلُ فيها دلوَهُ معَ دلاءِ المسلمينَ بخيرٍ لَهُ منها في الجنَّةِ . فاشتريتُها من صلبِ مالي) أخرجه النسائي في كتاب الأحباس.
  7. الاستقلالية وعدم الخضوع لسلطة حاكمة أو ثقافة غالبة أو مطالب جماهيرية ( ما يطلبه المستمعون) ، ينطلق من الوحي ويعود إليه في كل معالجاته ( قل إنما أنذركم بالوحي ) والرضوخ للضغوط يفضي إلى لي أعناق النصوص وهو نوع من تحريف الكلم عن مواضعه
  8. التقرير الإبتدائي للمسائل والقضايا وتحاشي أن يكون الخطاب رجعا لصدى الشبهات التي يثيرها الخصوم بقصد تأطير الخطاب الدعوي والتحكم بمساره ، يعني أن يكون فاعلا مؤثرا بدل أن يكون منفعلا متأثرا ، وهذا لا يمنع من الرد على المخالف ودفع شبهاته مليا كان أو غير ملي بما يقتضيه المقام لكن العكوف على الردود وجعلها الأصل والقاعدة يجعل الخطاب الدعوي تابعا لا متبوعا ويشوهه ويصوره على هيئة المشاغب والمشاكس الذي ليس له مشروع سوى الرد والرد على الرد ، وهذا مخالف لهدي خطاب الوحي الذي قدم رسالته للناس ابتداء وجعل لرد الشبهات مساحة قليلة تناسب حجمها.
  9. أن يكون تراكميا يبني على المكتسبات السابقة وليس ارتجاليا إختزاليا كأنه يرمي إلى غير هدف فالتوحيد مثلا من أهم منجزات الخطاب الدعوي المعاصر وقد تبين لأكثر الناس التوحيد وما يضاده فلابد من البناء على هذا المعطى عند مخاطبة الناس والانطلاق منه كمسلمة ثابتة ثم تناول القضايا ذات الصلة باستصحاب ذلك ، فبعض الخطاب بمثابة التمهيد لما سيأتي بعده ويهيئ النفوس لقبوله والتسليم له كما في حديث عائشة الذي رواه البخاري : عن يوسف بن ماهك قَالَ : إِنِّي عِنْدَ عائشة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ، فَقَالَ : أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ ؟ قَالَتْ : وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ ؟ قَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرِينِي مُصْحَفَكِ. قَالَتْ : لِمَ ؟ قَالَ : لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ. قَالَتْ : وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ ؟ إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ، وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ : لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا : لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا. وَلَوْ نَزَلَ : لَا تَزْنُوا. لَقَالُوا : لَا نَدَعُ الزِّنَى أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ : { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } ، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ. قَالَ : فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَ السُّورَةِ) أخرجه البخاري في : باب تأليف القرآن. فالقضايا التي ركز عليها الوحي في العهد المكي كالتوحيد والبعث والنشور والجنة والنار وكذلك الأخلاق كانت توطئة للانصياع للأمر والنهي وهذا يكشف لنا الخط التراكمي الذي سار عليه خطاب الوحي في كل مراحله فلم يكن مبعثرا مرتجلا بل كان بعضه يمسك برقاب بعض ويتجه نحو غاية واحدة وهدف محدد . وأشار الشاطبي في الموافقات إلى مثل هذا المعنى فقال رحمه الله : “فَكَانَتْ أَوْقَعَ فِي النُّفُوسِ حِينَ صَارَتْ تَنْزِلُ بِحَسَبِ الْوَقَائِعِ، وَكَانَتْ أَقْرَبَ إِلَى التَّأْنِيسِ حِينَ كَانَتْ تَنْزِلُ حُكْمًا حُكْمًا وَجُزْئِيَّةً جُزْئِيَّةً؛ لِأَنَّهَا إِذَا نَزَلَتْ كَذَلِكَ، لَمْ يَنْزِلْ حُكْمٌ إِلَّا وَالَّذِي قَبْلَهُ قَدْ صَارَ عَادَةً، وَاسْتَأْنَسَتْ بِهِ نَفْسُ الْمُكَلَّفِ الصَّائِمِ عَنِ التَّكْلِيفِ وَعَنِ الْعِلْمِ بِهِ رَأْسًا، فَإِذَا نَزَلَ الثَّانِي كَانَتِ النَّفْسُ أَقْرَبَ لِلِانْقِيَادِ لَهُ، ثُمَّ كَذَلِكَ فِي الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ ” الموافقات ج ٢ ص ١٤٩ . ومن المراكمة أيضا البناء على ما عند الناس من مسلمات تفيد الخطاب وتكون مدعاة لقبوله وقال الشاطبي رحمه الله في نفس الصفحة السابقة ما نصه : “وَلِذَلِكَ أُونسوا فِي الابتداء بِأَنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَمَا يُؤْنَسُ الطِّفْلُ فِي الْعَمَلِ بِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِ أَبِيهِ، يَقُولُ تَعَالَى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} . ومن المراكمة أيضا استصحاب المواقف السابقة عند تغيرها كما جاء في حديث : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ..) ففي الحديث تذكير بالموقف السابق وفيه إشارة إلى ما قام عليه ذلك الموقف ثم ذكر الموقف الجديد الذي بني على استقرار التوحيد في نفوس الناس
  10. أن تكون له مقاصد يسعى إلى تحقيقها وهذا ما يعصمه من العبثية والانحراف وبهذا يمكن قياس أداءه وتصحيح مساره إذا لزم الأمر ،والشريعة التي يعبر عنها جاءت لتحقيق غايات نبيلة وإدراك أهداف سامية قال الله تعالي : ﴿ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ ﴾
  11. أن يكون مطردا غير مضطرب ومتسقا غير متناقض فالخطاب الذي يدعو الناس إلى شيء ثم يدعوهم ولو بعد حين إلى ضده يجعل الناس في حيص بيص ويحملهم على اطراحه ورفضه وهذا لا يمنع من المراجعة والتصحيح والدوران مع الدليل وجودا وعدما وينبغي أن يكون سبب التغير واضحا ومن أمثلة ذلك قضية تغيير القبلة فانظر كيف عالجها القرآن بتركيز يلائم حجمها
  12. التدرج في التغيير وتهيئة النفوس لتحمل الصدمة عند تغيير العادات السيئة المستحكمة ومن أوضح الأمثلة على ذلك تحريم الخمر الذي انتهى بكسر دنانها عندما نزل قوله تعالى : ( فهل أنتم منتهون) وَفِيمَا يُحْكَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ ابْنَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ لَهُ: “مَا لَكَ لَا تُنَفِّذُ الْأُمُورَ؟ فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي لَوْ أَنَّ الْقُدُورَ غَلَتْ بِي وَبِكَ فِي الْحَقِّ”. قَالَ لَهُ عُمَرُ: “لَا تَعْجَلْ يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ اللَّهَ ذَمَّ الْخَمْرَ فِي الْقُرْآنِ مَرَّتَيْنِ، وَحَرَّمَهَا فِي الثَّالِثَةِ، وَإِنَّى أَخَافُ أَنْ أَحْمِلَ الْحَقَّ عَلَى النَّاسِ جُمْلَةً، فَيَدْفَعُوهُ جملة، ويكون من ذا فتنة”
  13. مراعاة مقاصد الشارع في تحديد أولويات الخطاب الدعوي فالبداية تكون بما بدأ به الشارع، والتركيز يكون حسب الأهمية التي أولاها الشارع للقضايا التي يتناولها الخطاب، وفي حديث معاذ دليل وإرشاد للدعاة : عَنِ ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْيَمَنِ، قَالَ : ” إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ ؛ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كرائم أَمْوَالِ النَّاسِ “.متفق عليه . فتكون البداية بالأركان والاصول لأهميتها ومنها القضايا المركزية كالعقيدة والأخلاق ويكون التركيز عليها أكثر من التركيز على ما دونها في المرتبة، وطردا لهذا الأصل فإن البداية في إصلاح مشكلات المجتمع تكون بأكثرها خطورة وأشدها ضررا على دين الناس ودنياهم وكذلك التركيز عليها سيكون أشد وأكثر .
  14. الوسطية وهي الوسط الشرعي الذي مدحه الشرع ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) وهي ما كان بين الإفراط والتفريط كقوله تعالى : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) وقوله : ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) وأهل السنة معروفون بوسطيتهم بين الغلاة والحفاة في أمهات مسائل الاعتقاد، وهذا هو الصراط المستقيم الذي أمرنا باتباعه والدعوة إليه ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) والفطر السوية مجبولة على محبة الاعتدال في كل الأمور .
  15. التأليف وعدم التفريق وتجنب كل ما يدعو إلى التنازع والتشتت لأن المحافظة على تماسك جماعة المسلمين من أهم مقاصد الخطاب الدعوي ولقد اعتذر هارون حين عاتبه أخوه موسى عليهما السلام باعتذار واع لمقاصد الدعوة فقال الله في شأنه : ( يابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) وقعوا في الشرك وعبدوا العجل ومع ذلك يحافظ على تماسكهم فما بالنا نفرق جماعة المسلمين بمسائل اجتهادية الكل فيها مأجور بإذن الله أجرا أو أجرين؟! وأهل السنة والجماعة إنما اشتهروا بهذا اللقب الثنائي لتمسكهم بالسنة ومحافظتهم على تماسك جماعة المسلمين وتراص سوادهم الأعظم
  16. أن يكون أصحابه قدوة فيما يدعون إليه ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فقد كان بأبي هو و أمي مثالا حيا لما يدعو إليه والناس أتبع للفعل منهم من القول وإذا خالف فعل الداعي قوله كان ممن يصد عن سبيل الله ولقد أشار إلى ذلك ابن القيم رحمه الله فقال : “علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: (هلموا)؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم؛ فلو كان ما دعوا إليه حقاً لكانوا أول المستجيبين له. فهم في الصورة أدلّاء، وفي الحقيقة قُطّاع الطرق” (الفوائد، لابن القيم، ص 94).

شارك

ShareTweetPin
Previous Post

بعض ضحايا انفجار سوبي الإرهابي الثاني يعودون إلى الوطن بعد تلقيهم العلاج

Next Post

بعثة ATMIS تبدي أسفها على مقتل طفل في مقديشو بإطلاق نار

اقرأ أيضاً

Related Posts

مقالات

لماذا إسمي مدرج في القائمة الحمراء ولم أقترف جرما؟

28 مارس، 2023
مقالات

ثقافة “التعددية” ..ضرورة غائبة في فكرنا الاجتماعي والسياسي والديني

19 مارس، 2023
مقالات

مشاهداتي في مؤتمر التعليم الوطني (إنجازات وتوصيات)

19 مارس، 2023
مقالات

لماذا إسمي مدرج في القائمة الحمراء ولم أقترف جرما؟

28 مارس، 2023

ثقافة “التعددية” ..ضرورة غائبة في فكرنا الاجتماعي والسياسي والديني

19 مارس، 2023

مشاهداتي في مؤتمر التعليم الوطني (إنجازات وتوصيات)

19 مارس، 2023
هذيان مع الكبار!

الشوق إلى ارض الحبش

27 فبراير، 2023

في اليوم العالمي للغة الأم … حماية اللغة من الأمن الفكري والقومي

21 فبراير، 2023

الصراع القبلسياسي… رصد حالة لاسعانود

14 فبراير، 2023
عرض الكتب
حركة الشباب الإرهابية تشنّ هجوماً على قاعدة عسكرية إثيوبية في الصومال

حركة الشباب الإرهابية تشنّ هجوماً على قاعدة عسكرية إثيوبية في الصومال

11 أبريل، 2022

21 مارس، 2022
رئيس المحكمة العليا يختتم دورة تدريبية لـ50 مساعد للقضاء

رئيس المحكمة العليا يختتم دورة تدريبية لـ50 مساعد للقضاء

20 مارس، 2022
صلاح الدين كان جيلا ولم يكن فردا !

صلاح الدين كان جيلا ولم يكن فردا !

19 نوفمبر، 2021
عبقرية الأديب والمطرب الصومالي محمد عمر طلحة

عبقرية الأديب والمطرب الصومالي محمد عمر طلحة

15 أكتوبر، 2021

المملكة العربية السعودية تُعيَن سفيرا جديدا لها في جمهورية الصومال الفيدرالية

9 أكتوبر، 2021
Next Post
بعثة ATMIS تبدي أسفها على مقتل طفل في مقديشو بإطلاق نار

بعثة ATMIS تبدي أسفها على مقتل طفل في مقديشو بإطلاق نار

ابق على اتصال

Facebook Whatsapp Twitter

روابط إضافية

  • الصفحة الرئيسية
  • الأخبار
  • التقارير و التحليلات
  • مقالات
  • عن الموقع
  • إتصل بنا

منشورات شائعة

انتخاب مقعد شاغر من مجلس الشعب الفيدرالي في بيدوا

انتخاب مقعد شاغر من مجلس الشعب الفيدرالي في بيدوا

12 مارس، 2023
الرئيس الصومالي يصل إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر للبلدان نمواً

الرئيس الصومالي يصل إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر للبلدان نمواً

4 مارس، 2023
مبعوثون للسلام من جنوب البلاد يصلون إلى غرووي لبحث حل في قضية لاسعانود

مبعوثون للسلام من جنوب البلاد يصلون إلى غرووي لبحث حل في قضية لاسعانود

25 مارس، 2023

التعريف بالموقع

“قراءات صومالية”، موقع صومالي معلوماتي تفاعليّ مستقلّ يعني بالشأن الصومالي

جميع الحقوق محفوظة © 2022 قراءت صومالية

No Result
View All Result
  • Checkout
  • HomePage
  • Login/Register
  • My account
  • إتصل بنا
  • الرئيسية
  • الصفحة الرئيسية
  • عن الموقع
  • مثال على صفحة

© 2023 JNews - Premium WordPress news & magazine theme by Jegtheme.

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com