رغم أطلاق الجهات العالمية والصومال خاصة نداء استغاثة وصرخة ألم نابعة من قلب القرن الأفريقي لتفادي أزمة الجفاف والكارثة الإنسانية التي حلت على الأطفال وكبار السن والمواشي ، حيث حث المجتمع الدولي و الشركاء والمانحين الآخرين على عدم نسيان شعب الصومال حيث ناشدت إلى دعم الكارثة الإنسانية في الصومال بسبب أسوأ حالات الطوارئ التي تشهدها سواء من سوء التغذية الحاد الوخيم والجفاف موتالمواشي والمحاصيل وتسجيل أدنى مستويات التمويل التي بلغت حتى ما يقارب 30% التي بدأت تتصاعد موخراً .
قال مدير الدائرة العربية والإسلامية لهيئة إدارة الكوارث الصومالية عبدالفتاح شيخ محمد أن وضع الحلول التقنية الحديثة مثل الاستمطار الصناعي في بلد متضرر من الحروب الأهلية من ٣٠ عام يؤكد عدم قدرته على الوصول للتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال مالم يتم نقل تجارب الدول التي تعمل على تلك التقنيات لحل هذه الأزمة ، مشيرا أن ما نقوم به تسهيل الأمور للنازحين والمتضررين بما يكفي حسب المقدرات المحلية مع شركاؤنا الدوليين والمحليين .
أوضح أن القطاع الصحي في الصومال يواجه عدة تحديات أبرزها ضعف وجود كوادر بشرية مؤهلة في المجالات الطبية ومجال التطوع للمناطقالبعيدة والقرى المتضررة حيث أن غالبية النازحين من الريف يعتمدون بشكل كلي على تربية المواشي والمحاصيل الزراعية وهذا زاد من حدة الكارثة الإنسانية .
لفت أن كارثة الجفاف تؤثر على البشر من نواحي مختلفة سواء كانت من ناحية الأكل والشرب كمل لها تأثيرات صحية عديدة لا سيما عندما لا يجدالإنسان ما يأكله ويشربه ستنعكس سلباً على مستواه الصحي فهنالك بعض الأمراض التي أنتشرت بسبب كارثة الجفاف التي ضربت البلاد ، لافتاأنه التقارير المحلية تقدر وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية الحادة بالمئات خلال الفترة الحالية .
أكد إن هيئة إدارة الكوارث تتدخل سريعاً في المناطق والمواقع المتضررة بسبب الجفاف وحتى لا تحدث الكارثة والمجاعة ونحاول تخفيف الاضرار علىالمجتمع الصومالي وحسب ما هو مع معروف لم تشهد أجزاء واسعة من البلاد أي أمطار منذ أربعة مواسم وهذه كارثية للشعب الصومالي الذييعتمد بشكل كلي على الزراعة وتربية المواشي ، مؤكدا مخاوف إدارة الكوارث من تفاقم الأوضاع خلال الموسم المقبل إن لم تشهد البلاد هطولالأمطار .
وصف شيخ محمد أن حجم المساعدات الإغاثية التي وصلت حتى الان للمتضررين والنازحين بلغت ما يقارب ٣٠٪ من الاحتياجات المحلية لتخفيفمعاناة المتضررين من الجفاف المنتشر في البلاد .
كشف تقرير صادر من مكتب المبعوث الخاص للشؤون الإنسانية والجفاف أن الصومال تمر بأسوء موجة جفاف منذ عقود بعد فشل أربعة مواسم متتالية للأمطار ، حيث يواجه 7.8 مليون صومالي شبح المجاعة بعد نفوق المواشي وتلف المحاصيل الزراعية ونزوح مليون شخص من المناطق الريفية إلى مخيمات اللاجئين والمدن الكبيرة بحثا عن الاحتياجات الإنسانية الأساسية بعد أن فقدوا سبل عيشهم وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية وباتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة بالاضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية بين الأطفال، و العنف والنزاع على الموارد الطبيعية .
ومنذ مايو الماضي يواصل الجفاف في التهام وتدمير المناطق الهشة وحصد مزيد من الأرواح غالبيتهم من الأطفال والنساء الحوامل والمسنين، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون نقصا حادا في الأمن الغذائي إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة ومساعدات إنسانية لدعم المتضررين والحيلولة دون تكرار أزمة مثل تلك التي شهدها الصومال في ٢٠١١م حيث حصدت المجاعة أرواح ٢٦٠ ألف شخص من بينهم ١٣٣ ألف طفل دون سن الخامسة. ومما يفاقم الأزمة توقف هطول أمطار موسم الربيع التي طال انتظاره بشكل مفاجئ في شهر مايو من هذه السنة، حيث سجلت في شهر يونيو أمطاراً ضئيلة (30-60٪ في المناطق الشمالية %75-40 في المناطق الجنوبية).
الجدير بالذكر أن مركز الملك سلمان للإعمال الإنسانية قام بتوزيع أكثر من ١٠٠ ألف لتر من المياه الصالحة للشرب في عدة مواقع بالصومال للحد من شح المياه بين النازحين والمتضررين .