في مدينة السلام مقديشو،مدينة الصمود والعزة، قلعة العلم والعلماء، أقيم يوم الخميس 12-5-1443ه، الموافق 16-12-2021م في قاعة سفاري للمؤتمرات أول مؤتمر علمي من نوعه،الذي قد نظمته جامعة العربية في الصومال بعنوان واقع اللغة العربية في الصومال التحديات والفرص ،وهي نقلة نوعية ومبادرة إيجابية سباقة في خدمة المجتمع وبحث الحلول النافعة لمشكلاته الاجتماعية والثقافية ، حيث ورد في ديباجية المؤتمر”جاء هذا المؤتمر العلميّ الأوّل الذي تنظمه الجامعة العربية بعد ما أدركت الجامعة أهمية اللغة العربية… وأن دورها بدأ يتراجع في المجتمع الصومالي خلال العقدين الماضيين لأسباب محلية وإقليمية ودولية الخ ،
لقدتم إعداد المؤتمر بصورة فريدة من حيث التنظييم والتنسيق والبيئة، ومن حيث نوعية الأوراق العلمية المقدمة التي تناولت جوانب متنوعة وقدمت حلولا متكاملة بعيدا عن التكرار والتقليد، وموسومة بالأصالة والإبداع.
كانت الجلسة الافتتاحية الأولى، لكلمات الضيوف وترحيب الحاضرين محبي لغة الضاد الذين تواطؤوا برثاء لغة الضاد بعد ما كانت لغة العلم والتدريس في الجامعات والمدارس،و مهمة في سوق العمل بعد انهيار الحكومة من فترة 1991-2015م ،وبعوامل عدة وبسيطرة المغتربين ومنظماتهم البلاد هجر الكثير من لغتة البلاد الرسمية اللغة الصومالية واللغة العربية
أيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ**إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى**لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
تلتها جلستان رائعتان ، لتقديم الأوراق العلمية التى بلغت أربع عشرة ورقة ، أعدها خبراء متخصصون ،وعلماء راسخون ،مهتمون باللغة العربية في بلاد الصومال الكبير ، أغلبهم يحملون الدرجات العلمية العليا( الماجستير- والدكتوراة )، وكان في مقدمتهم فضيلة العلامة الدكتور عبد الله أحمد روبلي حفظه الله بورقته العلمية الموسومة ب ” البرهنة العلمية لأفضلية وعالمية اللغة العربية”، أفاد وأجاد وأخيرا أوصى ” أن كل من له ملكة التأليف أن يسعى لتطوير هذه اللغة، والدفاع عنها مبتغيا بذلك رضوان الله الأكبر”،
ولراقم هذه السطور ورقة علمية معنونة ب” دور التقنيات الحديثة في إزاحة اللغة العربية لصالح اللغات الوافدة” التى سلطت الضوء على دور التكنولوجيا في ازاحة اللغة العربية في الصومال وفي غيرها من البلدان العربية، وقدمت نماذج حية من تطبيقات العملة الالكترونية لشركات الاتصالات الصومالية، والبطاقة الالكترونية للبنوك، وندرة الواجهات العربية في التطبيقات والبرمجيات في استخدام الحواسيب، وهي مشكلة قديمة وحديثة كما اشار الشاعر خافظ ابراهيم بتائية المشهورة لنصرة لغة الضاد،” اللغة العربيَّة تنعى حظّها بين أهلها”
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ*وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ**فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
و توصلت الدراسة أولا: أن واقع اللغة العربية في الصومال يتجه الى التدهور والانحسار، و ليست في مناح الحياة اليومية فقط ،بل حتى في زوايا المسجد والمنابر الدعوية كما هو المشاهد في خطب الجمع. ويمكن تدارك ذالك الأمر إن توحّدت الجهود الداعمة للغة العربية وإحيائها ونشرها، ثانيا:تنشيط وتفعيل الروابط والملتقيات التعليمية لتطوير مناخ صالح للغة العربية،ثالثا :التقنيات الحديثة عامل مساعد لإزاحة اللغة العربية من الحياة أومن عالم التكنولوجيا ،فيمكن استخدام الواجهات العربية ،والتدرب على التطبيقات المنتشرة في الدول العربية الناظقين بها .
وختاما :أرجو ان تستمر الجهود الرامية لإعادة اللغة العربية إلى ريادتها ، وتستمر المؤتمرات والبرامج التطبيقية لنهضة اللغة العربية في المجتمع الصومالي ،انها لغتي التي حببت اليّ في الصغر، ونفعتني عند الكبر ، وجزى الله خيرا كلّ من أعدّ وساهم وشارك في هذا المؤتمر العلمي الذي أيقظ الهمم وصار فاتحة خير لمحبي العربية في الصومال الحبيب
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ**بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى**وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ**مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَمات
منير عبد الله الحاج عبده
باحث رقمي ومصلح اجتماعي