مقديشو-قراءات صومالية-قال وزير الدولة في وزارة الدفاع الصومالية عمر علي عبدي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، تعليقاً على الحرب العسكرية ضد تنظيم “داعش” في شمال شرق الصومال، خصوصاً في ولاية بونتلاند، إن القوات المحلية تمكنت من السيطرة على 80 في المائة من المناطق التي تدور فيها المواجهات في سلسلة جبال “علي مسكاد” بإقليم بري في بونتلاند. ودعا وزير الدولة الصومالي السلطات المحلية في بونتلاند إلى مواصلة هذه الحملة العسكرية ضد التنظيم، موضحاً أن الانتصارات التي حققتها القوات المحلية في بونتلاند لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة التضحيات التي قدمتها القوات المحلية، ويمكن القضاء على هذا التنظيم بالوحدة والتضامن لمواجهته راهناً.
وحول العمليات العسكرية ضد حركة الشباب بأقاليم في وسط الصومال، قال الوزير الصومالي إن الجيش الصومالي، برفقة مليشيات العشائر المحلية، تمكن من تحرير قرى وبلدات عدة من قبضة حركة الشباب، بفضل العمليات العسكرية المشتركة بين الجيش الصومالي ومسلحي العشائر. ميدانياً، أعلنت قوات الأمن في مدينة بوصاصو الساحلية في بونتلاند اعتقال عدد من عناصر تنظيم “داعش”، وذلك في إطار عملية أمنية واسعة.
وفي الأثناء، نفذ الجيش الصومالي برفقة المليشيات العشائرية المسلحة، عملية أمنية اليوم الأربعاء، في منطقة بعادوين بإقليم مدق (شمال الصومال)، استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة حركة الشباب. وتستمر المواجهات العسكرية بين الجيش الصومالي وحركة الشباب في الأقاليم الوسطى من البلاد، وتجددت تلك المواجهات بعد أن شن مسلحو العشائر هجمات متتالية على معاقل للحركة في مناطق عدة بإقليم هيران (وسط الصومال).
ويواصل الجيش الصومالي والقوات المحلية في بونتلاند معاركها المستمرة ضد التنظيم منذ نحو شهر في مناطق جبلية وعرة شمال شرقي البلاد. ويقدر عدد مسلحي “داعش” في الصومال بما بين 700 إلى 1500 مقاتل، معظمهم أجانب، ويقوده القيادي عبد القادر مؤمن الذي يعد رئيس التنظيم في أفريقيا، وحقق نمواً في الأعوام الأخيرة بفضل انشغال الجيش الصومالي والقوات المحلية في الحرب على حركة الشباب في جنوب الصومال.
وقال قائد شرطة بونتلاند، العقيد عبد القادر جامع ديرير، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية اليوم الأربعاء، إن العملية نُفذت بدعم من السكان المحليين، مشيراً إلى أن الحملة تستهدف القضاء على شبكات “داعش” وحركة الشباب في المنطقة، موضحاً أن من بين المعتقلين أفراداً فرّوا من مناطق المواجهات في سلسلة جبال علي مسكاد بإقليم بري في الولاية.
وبحسب مصادر صحافية، فإن خلايا التنظيم كانت نشطة في مدينة بوصاصو التجارية؛ حيث كانوا يفرضون إتاوات على التجار تحت غطاء “الزكاة”. ووفق السلطات المحلية في بونتلاند، فإن المواجهات الأخيرة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 57 عنصراً من “داعش”، بينهم أجانب، خلال عملية عسكرية في المناطق الشرقية من الولاية، نُفذت بدعم من القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) وشركاء دوليين آخرين. كذلك تمكنت قوات بونتلاند في أواخر يناير/ كانون الأول 2025 من السيطرة على بلدة تورمسايل، التي كانت تُعد معقلًا استراتيجياً لـ”داعش” في سلسلة جبال علي مسكاد.
المصدر: العربي الجديد