تشهد وسائل التواصل الاجتماعي في الصومال، خاصة “فيسبوك”، حملة إعلامية ودعائية إنتخابية من قبل المرشحين للانتخابات الرئاسية. مشهد يتكرر مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية في الصومال حيث من المتوقع أن تبدأ جولة الانتخابات لمقاعد مجلس الشيوخ الصومالي قبل حلول شهر فبراير/شباط المقبل، إلى جانب الاستعدادات الجارية من قبل المرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد انتهاء انتخابات أعضاء مجلس الشعب الصومالي.
ويركز المرشحون في البلاد، خاصة الرئيسين السابقين حسن شيخ محمود وشريف شيخ أحمد، على منصات خاصة بهم في فيسبوك وتويتر؛ حيث تجد تصريحاتهم وحملاتهم متابعة ضخمة من الجمهور، وهو مسار اتخذه بقية المرشحين للانتخابات الرئاسية مسلكاً للدخول إلى عالم السوشال ميديا للتأثير على قناعات الناخب الصومالي، وهي حملة تبدأ أولاً في الميديا الاجتماعية، ولا تنتهي حتى عند تطبيق “واتساب” للتواصل.
ويعكف فريق من الشباب على تسخير جهودهم لإعداد ملصقات دعائية ومونتاج أفلام ومشاهد للمرشح الرئاسي ظاهر محمود جيلي، حيث يعمل نحو خمسة أشخاص على تجهيز قوالب دعائية، لمجاراة الواقع الإعلامي ومنافسة الحملات الدعائية الأخرى والتي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول محمد أحمد عبد الله، مدير الحملة الانتخابية للمرشح ظاهر جيلي، لـ”العربي الجديد”، إن حملتهم “تركز على موقع فيسبوك، لما له من انتشار كبير في الصومال، إلى جانب دور تلك الماكينات الإعلامية الجديدة لإيصال الرسائل الانتخابية إلى الجمهور بشكل أوسع وفي ظرف لحظات قليلة”. ويضيف أن حملتهم الإلكترونية تستهدف أيضاً موقع تويتر، “من أجل إيصالها إلى المثقف والنخب السياسية الصومالية، هذا إلى جانب المجموعات السياسية الصومالية والصحافية النشطة في مجموعات واتساب للتواصل، وذلك بغية توسيع رقعة تغطيتنا الإلكترونية الانتخابية”.
وعن أثر تلك الحملات الإلكترونية النشطة في مواقع التواصل الاجتماعي، يرد محمد أحمد عبد الله أن حملتهم “تتميز عن غيرها من الحملات الإعلامية للمرشحين الآخرين، وأن هناك إقبالاً واسعاً من الجمهور لحملتهم الانتخابية”. ويعتبر كثر أن ظاهر محمود جيلي رجل المرحلة، لكن الأسئلة التي تواجه المرشحين جميعاً تتمثل في المخاوف التي يبديها المواطن الصومالي، حول مستقبل العملية الانتخابية المرتقبة، وهل تنزلق البلاد إلى مرحلة خطيرة جديدة. لكن خيار عدم العودة إلى حرب أهلية أساس خطاب السفير ظاهر جيلي، فبدل النزاعات السياسية والفرقة يرى أن الحوار والمفاوضات خيار بديل لإنهاء التوترات السياسية.
ويرى أستاذ الإعلام في جامعة هرمود، أحمد جيسود، أن الإعلام التقليدي “لم يعد له مكان في خطابات المرشحين للانتخابات الرئاسية، وحملاتهم الدعائية أيضاً، خاصة الصحف الورقية”. إذ يقول، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “الإعلام البديل بات الوسيلة المفضلة للمرشحين؛ حيث إن الانتخابات النيابية والرئاسية أوشكت على أن تنطلق قريباً، ولهذا يسعى كل مرشح أن تكون له وسيلة دعائية في السوشال ميديا”.
ويشير جيسود إلى أن “الإعلام البديل له تأثير أوسع اليوم، نتيجة الإقبال الكبير من الصوماليين الذين يستخدمون وبشكل كبير وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة موقع فيسبوك، وهو ما يدفع الكثير من المرشحين إلى التركيز في حملاتهم الدعائية على تلك المواقع الإعلامية الجديدة”. ويضيف جيسود أنه “بفضل حملات التواصل الاجتماعي، تمكّن الرئيس الصومالي الحالي محمد عبد الله فرماجو من التربع على كرسي الحكم، وهو ما يجعل وسائل التواصل قبلة للمرشحين الصوماليين، خاصة لمقاعد مجلس الشعب بغرفتيه والرئاسيات”.
يُذكر أن الصومال من بين أوائل الدول الأفريقية التي دشن فيها الإعلام الإلكتروني عام 1998؛ كما انتشرت خدمة الإنترنت بشكل واسع؛ إذ باتت متاحة في القرى والأرياف. ويباع الغيغابايت GB الواحد بدولار أميركي، هذا إلى جانب سرعة الإنترنت التي تمتاز بها الخدمة في الصومال، بفضل المنافسة بين شركات الاتصال المملوكة من القطاع الخاص.
وبحسب مراقبين، فإنه من الممكن أن تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في المرحلة المقبلة حملات إعلامية مكثفة ودعاية انتخابية. لكن البعض يحذرون من إمكانية أن تتسرب أخبار وحملات مغرضة ضد بعض المرشحين للانتخابات، وهو ما قد يؤدي إلى بروز نزاعات واستقطاب حاد بين المرشحين، مما يؤدي بدوره إلى مشاكل سياسية وأمنية في البلاد قبل أن تبدأ المعركة الحقيقية للانتخابات.
المصدر: شافعي ابتدون، العربي الجديد