تحررت سوريا من ظلم آل الأسد، وأغلق سجن صيدنايا سيء السمعة، وهرب بشار الأسد طريدًا شريدًا، وعادت سوريا لأهلها، وعاد كل سوري حر إلى أرضه، ويصلي الناس في هذا الشهر المبارك في ساحات المسجد الأموي بأمن وأمان، ووزعت الحلوى يوم النصر، ودخل أبناء سوريا دمشق – أقدم عاصمة مأهولة في العالم – دخول الفاتحين، وأتت وفود العالم من كل مكان تحمل التهاني والتبريكات لشعب سوريا العظيم، وشعر السوريون جميعًا بأن سوريا عادت لهم، بكوا من شدة الفرح، وعادوا ليكتشفوا دمشق وأسواقها ومساجدها، ورجعوا من الغربة والمهجر ليعيشوا في حلب ويستنشقوا رائحة زيت الزيتون البكر، ويتذوقوا طعم الملوخية وهم على تراب الوطن. لأول مرة شعر السوري بأن قيادته من لحمه ودمه ، وأنهم من الناس وإلى الناس. اجتمع شمل الأحباب بعد فرقة ، وخرج المظلومون من سجون النظام ، واختفت أجهزة المخابرات المرعبة ، وتنفس الناس في الصعداء.
اليوم تحررت السودان من ظلم الخونة ، تحررت الخرطوم من وجود قساة القلوب فيها ، أصبحت الخرطوم خالية من أنفاس الأشرار والأوباش، وعملاء الدول الأجنبية، اليوم أصبحت قوات الدعم السريع الخائنة من خبر كان ما كان. عادت مدينة الخرطوم، والسوق العربي فيها، وحرم جامعة إفريقيا العالمية، والمتنزهات في العاصمة إلى ملك الدولة السودانية وأبنائها. اليوم يبكي شعب السودان الطيب المعروف بالتواضع من شدة الفرح.
وقد تحررت من قبل أفغانستان، خرجت أمريكا من كابول وهي تجر أذيال الخيبة ، وهرب الرئيس الأفغاني الفاسد أشرف غني، ومن يومها وأفغانستان من نهضة إلى نهضة، وإن كانت طالبان قد ظلمت المرأة الأفغانية، لكنها قامت بتشكيل حكومة وطنية تتحلى بالشفافية والدبلوماسية والعزة والكرامة.
أما آن لشعب الصومال أن يضع كل خلافاته جانبًا، ويحارب الفاسدين؟ فقد أصبح كل إقليم تحت رحمة سياسي عميل ينهب هو وأبناؤه المعادن والثروات السمكية، واستخفوا بالناس، وهم أجبن من كل جبان حين يرون دبلوماسيًا أجنبيًا.
أما آن لنا أن نطلب أسباب الحياة الكريمة؟ أما آن لنا أن نترك القبلية جانبًا؟ أما آن وقت ترك الحسد والحقد وقلة العقل؟ متى يصحو ضميرنا؟
كل الدول التي انهارت بعد مصيبتنا ها هي تعود إلى سابق أمجادها ونحن لا نزال في هامش العالم، وأسوأ ما نعيشه هو غياب الأمل، لقد قنعنا بالفوضى العارمة.
ألا نتعلم شيئًا مما يحدث في القرن الإفريقي والشرق الأوسط؟!
ألا نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان؟ فإن الوقت يداهمنا، والأعداء كثر يتربصون بنا الدوائر.
ألا نخجل من أنفسنا يومًا فنتخلص من السمعة السيئة التي التصقت بنا حكومةً وشعبًا؟
إننا حقا أصبحنا عبيدا لطقوس القبلية ، ولسياسي فاسد يضحك علينا ، يجعلنا بحمقه أفقر أهل الأرض ، ويزداد هو بنهب خيراتنا ثروة وجاها، إننا نرى الفاسق في كل مكان ونؤيده ثم نشكو من حالنا وهو من صنع أنفسنا ومما كسبته يدانا!!!