مفهوم الغفلة .
– تعريف الغفلة :
الغفلة لغة : تركهُ وسهى عنه ، وقيل : الغفلة سهوٌ يعتري الإنسان من قلَّة التَّحفظِ والتَّيقُّظِ . ( ألفاظ القرآن للأصفهاني : ص : ٦٠٥ ) .
والغفلة اصطلاحاً : متابعة النَّفس على ما تشتهيه ، وقيل : إبطال الوقت بالبطالة.
وقيل : الغفلة عن الشَّيء : هي أن لا يخطر ذلك بباله ، كما ١قال الحق تبارك وتعالى : [ وهم في غفلة معرضون ] (الأنبياء: ١) (تعريفات الجرجاني:ص:٢٠٩).
الفرق بين الغفلة والنِّسيان والذِّكر:
١- الغفلة : تركٌ باختيار الغافل .
٢- أمَّا النِّسيان : فهو تركٌ بغير اختيار .
٣- وأمَّا الذِّكر : فهو التَّخلص من الغفلة والنِّسيان . ( مدارج السالكين : ٤٣٤/٢ ) .
ولهذا قال الحق تبارك وتعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم :”ولا تكن من الغافلين” ( الأعراف : ٢٠٥ ) .
وروى ابن ماجه من حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : [ إنَّ الله تجاوز لي عن أمتي : الخطأ والنِّسيان وما استكرهوا عليه ] ( صحيح سنن ابن ماجه : ٢/١٧٨ ) .
وفي هذا الباب لا بد من الإشارة إلى قوله سبحانه وتعالى : [ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ] ( الأنبياء : ١ ) .
وقوله سبحانه وتعالى : [ فَانتَقَمنا مِنهُم فَأَغرَقناهُم فِي اليَمِّ بِأَنَّهُم كَذَّبوا بِآياتِنا وَكانوا عَنها غافِلينَ ] ( الأعراف : ١٣٦) .
وقوله جل جلاله : [يَعلَمونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُّنيا وَهُم عَنِ الآخِرَةِ هُم غافِلونَ ] ( الروم : ٧ ) .
لذلك غفل المكذب بآيات الله وقدرته ، والجاهل بعلم الله وحكمته ، حين استدل بالعظام البالية على استحالة البعث فقال : [ مَن يُحيِي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ ؟ ]( يس ٧٨ ) .
وقد قال الشَّاعر الصومالي أبشر بعدلي رحمه الله مبيناً لضعف الإنسان في بداية خلقه ، وجرأته على الله عندما يكبر ويشتد عوده .
Aadmiga manida laga khalqee madaxa taagaaya.
Ee maxalka hooyadii sagaal moowle ku arzaaqay.
Mugdigaana lagu quudiyaan maaro loo heline.
Isagoo mahiin ah oo mutaxan magacna loo haynin.
Inuu marinka Eebe u yasiray waaba moog yahaye.
Wax ismoode laakiinse waad marin haboowdeene.
Waa mowqifkii aakhirood muransaneydeene.
Waa mowqifkii lagu balamay mowdka dabadiise.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
“إن الدنيا أدبرت وإن الآخرة أقبلت فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدُّنيا”
( البخاري، كتاب الرقائق : ص : ٢٣٥٩ ) .
وقال أيضاً : ” ما أكثر العبر وأقلَّ الإعتبار”
(نهج البلاغة:الخطبة١٠٦، والحكمة ٢٩٧).
فَيَا دُرَّة بَيْن الْمَزَابِل أُلْقِيَت *
وجوهرة بِيعَت بأبخس قِيمَة
أفان بباق تَشْتَرِيَه سَفَاهَة *
وسخطاً برضوان وَنَاراً بجنة
أَأَنْت عَدُوّ أَم صَدِيق لِنَفْسِه *
فَإِنَّك تَرْمِيهَا بِكُلِّ مُصِيبَةٍ
وَلَوْ فَعَلَ الأعدا بِنَفْسِك بعض مَا *
فَعَلْت لمستهم بِهَا بَعْضُ رَحِمَه
( تائيَّة ابن المقرئ في المواعظ )
لقد وقف الحسن البصريُّ رضي الله عنه ذات يوم عند قبرٍ بعد دفن صاحبه ثم التفت إلى رجل كان بجانبه فقال : أتراه لو يرجع للدنيا ماذا تراه يفعل ؟! قال الرجل : يستغفر ويصلي ويتزود من الخير فقال الحسن : هو فاتته فلا تفتك أنت .
( الإمام الحسن البصريِّ رضي الله عنه ، زاد السائرين).