*إيران دولة الصديقة ام عدو أبدي*”
من اللقاءات النادرة التي ظهر فيها *البرفيسور النائب محمد عمر طلحة* هو غاضب، لقائه على قناة (goopjoog) في برنامج يُسمى ما بعد الخبر ( WARDHEERE) كان يقدمه الأستاذ أويس حسن محمد ، وكان هذا اللقاء بعد *قطع العلاقات الدبلوماسية بين ايران والصومال في عام (2016م)* على خلفية الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وكان موقف الصومال نوع من التضامن مع المملكة العربية السعودية ، *حينها اعتبر البرفيسور طلحة بانها خطوة غير موفقة* وان الصومال تخوض حرب بالنيابة عن الاخرين ، وأن طريقة طردها للسفير الإيراني من مقديشو *هو طرد مُهين (يُناسب الأعداء)*، ظل هذا التصريح عالق في ذهني *فأنا من جيل تربى بان الفوارق المذهبية هي عداوات أبدية*.
بعد ذلك اللقاء التحليلي بثلاث سنوات صادفت البروفيسور طلحة في مؤتمر علمي نظمته مؤسسة هيرتيج للأبحاث والدراسات، وأول سؤال سألته -بعد التحية- والتعارف: *لماذا إيران ليست على رأس قائمة أعداء الصومال*؟!
هنا انطلقت أسارير البروفيسور واستهل حديثة بمطلع أغنية صومالية قديمة تتغنى بالنيروز Neyruusku waa ciid, waa nagi aduunyadu, waa nuur kalgacalkuye magooley ، وبعدها بدأ يشرح بحماس *طبيعة العلاقات القديمة التي كانت تجمع بين بلاد فارس والصومال،* وأن الفارسيين كان لهم نفوذ سياسي وثقافي قديم وأواصر تاريخية ما زالت تظهر بشكل غير مباشر في بعض العادات محلية المتوارثة مثل ليلة إشعال النار (Habeenka DABSHIDKA)، وأن اسم مدينة مقديشو نفسها هي تحريف لاسم (مقعد شاه) والذي تعني باللغة الفارسية كرسي الملك.
اليوم وبعد مرور خمس سنوات من إجابة البروفيسور ، ومتابعة مغامرات إيران وانغماسها حتى النخاع بدماء شعوب بريئة *هل ما زالت إيران خارج دائرة الأعداء*؟!
*الحقيقة أن في عالم البشر المتلون* الذاكرة تحترم ولكن لا تؤسس على أطلالها إجابات ثنائية وثابتة في اتخاذ القرارات والمواقف، لأن المواقف والقرارات تتكون نتاج قراءاتنا للواقع، فكلما كانت القراءة مبنية على العقل والمنطق والمبادئ الصحيحة والرؤية متماسكة الجوانب تكون القرارات سليمة والمواقف صائبة،
وكلما كانت قراءتنا للواقع بعيون العاطفة والانفعال يتمخض منها غالبا مواقف وقرارات شديدة التحيز.
وإيران اليوم في *مواجهتها المصيرية مع العدو الصهيوني* لا تحتاج إلى ذاكرة بعيدة أو قريبة *بل إلى فكر وعقل* يستشعر أن نتائج الرابح والخسارة في هذه المعركة لا تكون محصورة بين الطرفين المتنازعين، *فرابح فيها يكون رابح في حرب حضارية ووجودية تتعدى حدودهما الجغرافية*، فالكل سوف تصله الرذاذ المعركة شاء ذلك أم أبى..
*د. فاطمة حوش*