نشر أحد الطلبة منشوراً تكلم فيه عن دورة تناولت ٢٦ مسألة من إختيارات الإمام النووي في الفقه الشافعي والتي القاها الشيخ عبدالناصر عثمان، وزعم صاحب المنشور بأن الشيخ قام بسرقة علمية، فقمتُ بردّه حيث نشرتُ تغريدة دافعتُ فيها الشيخ وذكرت فيها أن المدعو بـ شرف الدين الشافعي تعوّد على نيل العلماء والتنقيص بهم، فردّ عليّ بمنشور آخر عَنْوَن فيه” لا تفاهم بيننا وبين راعي الإبل” قصد بذلك أنا، وواصل حديثه حيث عّم وخص وتجاوز كل الخطوط الحمراء كعادته ليقول أهل جكجكا والصومال الغربي عموماً أنتم رعاة الإبل وليس لكم حظ من العلم والثقافة:
فقلتُ: منطقة الصومال الغربي- أو أوغادين او الإقليم الخامس من إثيوبيا سياسياً، سمها ماشئت- منطقة متميزة بالعلم والثقافة حيث الحلقات العلمية والخلوات القرآنية والثقافة الإسلامية وما ذُكر العلم في الصومال إلا ويُذكر معه هذه المنطقة المباركة حيث ينتمي إليها كثير من كبار علمائنا، بل لو قلتُ إن نصف من نعرفهم من المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين وغيرهم من المتخصصين في فنون الشريعة من هذا المنطقة لما كنتُ مبالغاً في ذلك، وأعطيك أمثلة من هذا:
لو سئلتْ عجوزة لم تحضر طول عمرها حلقة هل تعرفين عشرة من علماء الصومال المشهورين في أوساط مجتمعنا لذكرتْ ودون تردد إمامي المفسرين في الصومال؛ الشيخ محمد معلم حسن والذي قضى في الصومال الغربي وفِي جكجكا خاصة عشرين عاما تقريباً ينهل من علمها ويتردد بين حلقاتها ويعتكف في مساجدها المعمورة ويتحول من شيخ لآخر حتى أصبح من اعلم الناس في علم التفسير.
والشيخ عمر فارون حاج عبد سلطان والذي وُلد في وسط منطقة الصومال الغربي في إقليم قرحي، ولا أظن أن بيتاً من بيوت الصوماليين يخلوا منه ذكر سماع تفسيره ومحاصرته التى تتناول في جميع مناحي الحياة. وللمناسبة عندما ختمنا القرآن ونحن ثلاثون طالباً تقريباً بدأنا العلوم العربية وخاصة مقدمة الآجرومية ولامية الأفعال لإبن مالك وكان مدرّسنا الشيخ عبدالله أخو شيخ عمر فارق وهو حيّ الآن متعه الله بالصحة والعافية وامدّ في عمره. في هذه العجالة لا اريد أن اذكر لكم تاريخ العلماء ومواليدهم وجهودهم الدعوية وتاريخ وفاتهم،نعم قد اتكلم عن هذا في رسالة مستقلة لكني اسرد هنا أسماء العلماء المشهورين في أوساط الصوماليين والذين وُلدوا في الصومال الغربي او تعلموا فيها وهو الذين استحضر الآن في الذاكرة، وأطلب من التابعين إضافة مَنْ من العلماء نسيته،وقال ابن عباس رضي الله عنهما”إنما سمي الإنسان إنسانا،لأنه عهد إليه فنسي” فهاك أسماء من استحضرهم الآن:
١- حاج عبد سلطان والد السيخ عمر فاروق وكان شيخ الصومال في وقته حيث كانت تأتي اليه طلاب العلم من كل فجٍّ عميق.
٢- الشيخ محمد معلم حسن رحمه الله الذي سبق ذكره.
٣–الشيخ عمر فارق رحمه الله، سبق ذكره كذلك.
٤- شريف عبدالنور المحدّث البارع والمتخصص في علم الجرح والتعديل والدي يُشار اليه بالأصابع حين يُذكر الحديث وعلومه.
٥- الشيخ على صوفي إمام القرّاء في الصومال.
٦- وابنه الشيخ عبدالرشيد من أشهر العلماء في فن القرآن والقراءات.
٧- الشيخ محمد الهادي المفسر المعروف.
٨- الشيخ عبدالقادر شيخ ابراهيم شيخ عبدالصمد، قد لايعرف كثير منا هذا العلم المعمر والذي جاوز الثمانيين من عمره، والفقيه المتبحر والأصولي الفذ، اللغوي البارع الدي تنتهي إليه كل العلوم الشرعية وينتسب إليه أكثر العلماء المعاصرين المقيم في Raaso من إقليم أفطير في الصومال الغربي.
٩- المؤرخ المجاهد الشيخ يوسف السيد على طوح رحمه الله صاحب كتاب” نضال الصومال الغربي”.
١٠- وهل للصومال تاريخ تُذكر غير المناضل الصومالي والشاعر الأديب قائد المجاهدين في عصره وشيخ الطريقة الصالحية في زمنه قاهر الإستعمار الأبيض والأسود السيد محمد عبدالله حسن.
وكثير ممن تعرفونهم في داخل الصومال وخارجها ومنهم الشيخ محمد عبدأمل، والشيخ محمد محمود شبلي، والشيخ محمد عمر درر، والشيخ طاهر او عبدي، خذها كأمثلة..
أما العلم والثقافة والحضارة فمن جكجكا تبدأ وتنتهي الى هرر، وهل تعرف تاريخ مدينة هرر التى كانت إمارة إسلامية وتعاقب عليها أمراء مسلمون، ولو رحتُ استعرض لكم تفصيل ذلك لكانت ديواناً يرجع إليه ويتوارث فيه الأجيال القادمة! أخيراً لا أشك أن معلوماتك محدودة وتفقد كثيرا من أدب الحوار والمناقشة كما تكن الكراهية والبغض لأناس معيين ومناطق خاصة لم اعرف حتى الآن ما الذي يحملك على هذا! أما نصيحتي لك فهي أن تراجع خطواتك وتصحح تصرّفاتك وأن تعدل فيما تقول والله المستعان!