مفهوم النرجسية: انطلقت كلمة النرجسية من أسطورة يوناني السابق، فعرف علماء التربية وأصحاب علم الإجتماع بعد تحليل أخذ لمدة طويلة على أن النرجسية تعني الأنانية وحب العلو والغرور، وتزكية النفس، وتفضيل نفس الفرد من الآخرين، فيتصف الشخص بالتعالى… بيد أن الاضطراب النفسي سبب في تشويش متغلغل على استيعاب قدرة الشخص وتحكمه في مشاعره وتصرفاته، إنها مسألة نرجسية … إلى المعتاد !.
حالة وصفية في شخصية النرجسية. إن من سنن الله تعالى في هذا الكون اختلاف الطبائع الإنسانية، حيث أن الاختلاف يدل على عظمة الله تعالى، فالنرجسيون -هم بصفة الأساس- أنانيون، يرون أنهم أفضل الناس، بينما يرون أن الآخرين أدنى منهم، تلك هي التى تقود بالغرور والتعالى مع سخرية سائر الناس، فهذا النرجسي يهتم كثيرا من الأناقة وتجديد المظاهر؛ إذ يحرص بعناية ملابسه ومظاهره، ذاك هو الرياء الذي كان هدفه؛ كيف يبدو في عيون الآخرين وكيف يثير إعجابهم … لقد كثرت هذه الشخصية بين مجتمعاتنا الصومالية، فالناس العاديون لا يشعرون هذه الشخصية النرجسية، بل يظنون أنهم عباقرة المجتمع، بل أنهم موهوبون!، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون!. ففي الإجتماعات والحفلات تلاحظهم، حيث يقتحمون المنابر الأمامية، فيستريحون لأنفسهم متى يتكلمون أمام الجمهور، ولو قالوا بكلمة واحدة، ثم يشعرون بالفرح والسرور، أحدهم بلغ الأمر بدفع المال لكي يبيع بكلمة من المنابر، وليظهر لنفسه أنه كثير الأهمية للآخرين، تلك هي النرجسية الحقيقية!.
فأشكال النرجسية عديدة ولا نحصى حتى لايطول بنا الحديث، ولكن نتكلم بشكل عام، بدراسة ظاهرية لا يغض واحد منا بصره، فشعارهم الحسد والانحباط بمعنويات الانسان، ومعاشهم الفخر والتزيد بالخبرات، وسلاحهم كثرة الكلام مع أناقة فصاحة اللسان، تلك هي عيوبهم وصفاتهم، يقدمون العلم بهوية النفس، فالنرجسية تدخل أبوابا شتى، مثل الذي لا يقرأ كثيرا ومع أنه يدعى أنه أعلم الناس علما، ومثل الذي يظهر الناس بأنه حضاري ويعطي هيبته بحيث أنه يهتم بأمور الناس كي يقال فلان حضاري… أسباب ظهور النرجسية كل شيء له مكان ينبع منه، فالأسباب التى تسبب النرجسية عديدة، منها: الضغط بالنفس التى تواجه الشخص من نواحي شتى، والتى أدت إلى دفاع النفس بالنرجسية عن غيرها، وحب الظهور والشهرة بين أطراف المجتمع، حيث يفكر بأي وسيلة يمكن أن يكون شهيرا !.
أضف إلى ذلك فإن اضطرابات الشخصية التي تحدث الشخصية بالإنهباط لقيمة المعنوية في المجتمع، بالمثل، كأن يظن نفسه بأنه أحسن عن الآخرين، والمجتمع لا يعلمون هويته وما يروى لنفسه، تلك هي التى تسبب الظهور والغرور، وفي نهاية المطاف تأتي النرجسية. ثم يميل النرجسيون نحو إعطاء قيمة هائلة لأفعالهم وتحركاتهم، حتي دخلت النرجسية في أعماقهم، وملأت عروقهم، وشلت أذهانهم، وفكت أفكارهم، وعملت بينهم صراع المنابر، وجعلت المحاور في مراقبة مظاهر الناس، حتى كادوا انعزال هويتهم، يظنون أنهم متعلمون ويسعون مصلحة أمتهم، يزكون أنفسهم، فيرون أنهم على الحق، بحسب اعتقادهم وماهم عامليين على الحق !.
بناءا على ما سبق فإن النرجسيين عادة يستشعرون بالغرابة والإنفراد، وعدم الانتماء لأي مكان أو أي شخص في معظم الأوقات، تلك التى تسبب أن يسعى سعيا حثيثا مع عقله باستمرار إلى مطاردة واقتراب أشخاص جدد من الساحة؛ ليكتسب منه ثقته لنفسه… فدائما ترى بعض الناس يتجادلون بما لا تدرك عقولهم!. النرجسية سمة عارية !. إن سمة النرجسية داء ومرض عتيق، تعوق هيمنة الانسان، وتذهب كرامة الرجال، فتقودهم الى الفشل أمام الجماهير، وتسبب العدواة الاجتماعية، فيكون النرجسي شخصا آليا بالعاطفة لا آليا بالعقل والعلم، فإذا كثرت سمة النرجسية في مجتمع ما، يكون عملهم بالرياء، فالرياء مصيبة، وإعمالها مصيبة عظمى… فبالنسبة لهذا المقال أذكر إخواني الذين ما زالوا في مواصلة النرجسية أن يبتعدوا عنها، وأن يتصفوا بصفة الجمال والثقة بالنفس، وأن يتبادروا إلى الخيرات سلفا أن يتبادروا إلى المنابر…