مقديشو – قراءات صومالية – حذرت الأمم المتحدة من الآثار الإنسانية الكبيرة للفيضانات المدمرة التي يتعرض لها الصومال حاليا ما أسفر عن تشريد نحو نصف مليون شخص في وسط البلاد، في الوقت الذي يعاني فيه الصومال أيضا من تعرضه لغزو الجراد الصحراوي وآثار تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
وقد وصف كل من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الفيضانات والجراد وجائحة فيروس كورونا التي يعاني منها الصومال حاليا، بأنها “تهديد ثلاثي” غير مسبوق، ويحتاج إلى تمويل كاف من أجل مكافحته.
فمن جانبه، قال السيد جاستين برادي رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الصومال، في تصريحات صحفية، “تفاقم الأزمات في الصومال يهدد الأمن العام، فقد شُرد ما يقرب من 500 ألف شخص بسبب الفيضانات الأخيرة في مناطق وسط الصومال، بينما تتعامل البلاد أيضا مع غزو الجراد الشديد الذي يهدد الأمن الغذائي والتغذية للكثيرين، في الوقت نفسه، تستجيب الصومال لتفشي جائحة فيروس كورونا”.
وأوضح برادي إن تحذير الأمم المتحدة يأخذ في الاعتبار نقاط الضعف الهيكلية المتأصلة في الصومال، مما يجعل البلاد أكثر عرضة للخطر من الدول الأخرى في المنطقة، داعيا الجميع إلى مد يد المساعدة لتفادي “الأسوأ”.
وتعمل الأمم المتحدة بشكل وثيق مع السلطات المحلية والشركاء منذ نوفمبر من العام الماضي، لتحديد وتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للصوماليين المتضررين من الفيضانات، بما في ذلك إرسال إمدادات الطوارئ وتوفير الخدمات المنقذة للحياة من خلال الشركاء على أرض الواقع. والمساعدة مستمرة حتى الآن.
وأشار رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الصومال، إلى أن الأمم المتحدة تعكف على نشر المأوى والمواد غير الغذائية، فضلاً عن النظر في إمكانية الإصابة بالأمراض المعدية، مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا وسوء التغذية، التي تظهر غالبا أثناء الفيضانات.
ولفت إلى أنه منذ عام 1990، شهد الصومال 30 حادثا متعلقا بالمناخ و12 حالة جفاف و18 فيضانا، أي أكثر بثلاث مرات من عدد المخاطر المتعلقة بالمناخ التي حدثت بين عامي 1970 و1990.. موضحا أنه في عام 2017، ترك الجفاف الشديد الصومال على حافة المجاعة، وفي عام 2019، أدى موسم الأمطار المتأخر وغير المنتظم إلى أفقر محصول منذ مجاعة وفيضانات عام 2011.
كما حذر المسؤول الأممي من أن جائحة كورونا أدت إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية كبيرة في جميع أنحاء الصومال، بما في ذلك، انخفاض في فرص العمل بسبب القيود التي يفرضها فيروس كورونا، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بالتعاون الوثيق مع حكومة الصومال الاتحادية ومجموعة من الشركاء، بإنشاء ثلاثة مراكز اختبار لتقصي فيروس كورونا في هرجيسا في أرض الصومال، وغاروي في بونتلاند وفي العاصمة الصومالية مقديشو، ووضعت خططا للزيادة عدد مراكز الاختبار.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك فجوات في التمويل في مجالات إدارة الحالات والمراقبة وتشخيص المختبرات وتنسيقها، مما يعرقل الاستجابة لكوفيد -19 في الصومال.
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الصومال “تفاقمت مشكلتا الفيضان و(كوفيد-19)، ثم لدينا الجراد. ونتوقع أن نشهد خسارة جزء من المحاصيل هذا العام بسبب غزو الجراد، مما سيؤدي إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي والتغذية للعديد من الصوماليين”.
من جانبه، حذر السيد إتيان بيترشميت ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في الصومال، من أنه من المحتمل بحلول شهر سبتمبر القادم أن يتزايد عدد الصوماليين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي أو الجوع الشديد بمقدار نصف مليون شخص، وذلك بسبب التأثيرات المترتبة على انتشار الجراد الصحراوي الحالي في الصومال.
المصدر: الشرق