مقديشو- قراءات صومالية – يعقد البرلمان الاثيوبي جلسة طارئة صباح اليوم الخميس، لبحث اخر تطورات الاوضاع الملتهبة في اثيوبيا. ومن المرتقب ان يصادق البرلمان على مرسوم الطوارئ الذي اعلنته الحكومة الفيدرالية، في اقليم تجراي لمدة ستة اشهر. وقالت مصادر (السوداني) أن جلسة البرلمان مطلع الأسبوع الجاري، شهدت انتقادات عنيفة وجهها نواب لابي احمد ولحكومته، وطالبوا بمثولهم أمام البرلمان، نسبة لسقوط العديد من الضحايا في مختلف الأقاليم باثيوبيا، دون معرفة الجناة أو من يقف ورائها.
واعطت الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا أمس أوامرها للجيش الفيدرالي ببدء هجوم عسكري ضد “جبهة تحرير تيغري” والذي يعتبر الحزب الحاكم بموجب الامر الواقع، في اقليم تجراي شمال اثيوبيا.
قلق سوداني امريكي
في وقت أجرى رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، اتصالاً هاتفياً بنظيره الاثيوبي آبى أحمد، للاطمئنان على الأوضاع في اثيوبيا، واعرب حمدوك عن حرص السودان على الاستقرار فى إثيوبيا لما يشكله من استقرار للسودان والاقليم.
واعرب وزير الخارجية الأمريكي بومبيو _ قبل قليل _ عن قلقه عن الهجمات التي تحدث في إثيوبيا، وقال: “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن جبهة تحرير تيجراي الشعبية نفذت هجمات على قواعد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في منطقة تيجراي الإثيوبية. نحث على اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة السلام وتهدئة التوترات”.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الأربعاء، عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة في منطقة تيجراي بإثيوبيا، وحث على التهدئة.
ودعا المتحدث باسم الأمين العام، في بيان، بشأن الوضع في إثيوبيا، إلى “اتخاذ تدابير فورية لتهدئة التوترات وضمان حل سلمي للنزاع”، مشددا على “أهمية استقرار إثيوبيا لمنطقة القرن الأفريقي”.
وجدد جوتيريس التزام الأمم المتحدة وشركائها في المنطقة بدعم حكومة إثيوبيا في جهودها الإصلاحية الهادفة إلى بناء مستقبل سلمي وآمن لجميع شعوبها.
سلم تسلم
وكشفت الحكومة الفيدرالية في اثيوبيا، بانها ستوفر الأمن الكامل لقوات اقليم تجراي باعتبار انهم أُجبروا على المشاركة في الحرب، وان الحكومة الفيدرالية على علم بان القوات تحارب مجبرة وليس بمحض ارادتها، ولذلك فانها ستضمن سلامتهم اذا سلموا أنفسهم.
واطلعت وزارة خارجية اثيوبيا امس الهيئات الدبلوماسية الأجنبية بأديس أبابا، على الوضع الراهن في البلاد.
واثر تصاعد الأحداث، مددت وزارة العلوم والتعليم العالي في اثيوبيا؛ تعليق الدراسة في كافة الجامعات حتى إشعار آخر.
(٥) نقاط
ورصدت (السوداني) اخر بيان صادر عن جبهة تجراي، حيث تناول خمس نقاط: “اعلان حظر الطيران، اتخاذ اجراءات صارمة ضد اي تحركات عسكرية، الدعوة لقوات الجيش بالانشقاق والانضمام اليهم، التأكيد على ضمان رعاية ودعم أي منشق ريثما يتم التوصل إلى حل سياسي إيقاف المواصلات العامة بين تجراي والاقاليم الاخرى”.
تصاعد الاحداث
ظلت التوترات بين اديس ابابا وإقليم تجراي تتصاعد بشكل مضطرد، منذ اجراء الإقليم الانتخابات بشكل منفرد في سبتمبر الماضي، وهي الانتخابات التي لم تعترف بها الحكومة الفيدرالية واعتبرتها غير دستورية، ولذا اعتبرت السلطات التي نشأت عنها سلطات غير شرعية.
ووجه المجلس الفيدرالي “الغرفة الثانية” في البرلمان واعلى سلطة تشريعية في البلاد، وجه الحكومة الفيدرالية بقطع علاقته مع السلطات في إقليم تجراي، والتواصل مباشرة مع إدارات المناطق.
وفي أكتوبر، قام الجيش الفيدرالي، وضمن عمليات إعادة نشر وتوزيع قواته، بتعيين قائد عسكري جديد في “القيادة الشمالية” الواقعة في إقليم تجراي، وهي الخطوة التي رفضت سلطات الاقليم تنفيذها. لهذا السبب الغى الجنرال “بيلاي سيوم” الذي تم تعيينه قائدا للقيادة الشمالية رحلته إلى تجراي. بينما سافر نائبه الجنرال “جمال محمد” إلى مدين مقلي لاستلام مهامه، لكنه اجبر على العودة بعد وقت قصير من وصوله.
جبهة تجراي، قالت حينها في بيان، ان إعادة الجنرال جمال، لم يكن بشكل شخصي، وانما من منطلق ان حكومة الإقليم لا تعترف بالحكومة الفيدرالية، باعتبار ان ولايتها انتهت في 5 أكتوبر، وبالتالي ليس لديها أي سلطة قانونية، لاتخاذ قرارات بهذا الشأن.
من جانبه رفض الجيش الفيدرالي هذا البيان وقال انه مشوه، وانتقد حكومة الإقليم لعرقلة الجيش عن أداء واجباته، وقال الجيش ان إعادة تنظيم قواته وقيادته هو من ضمن مهامه في حماية الدستور والبلاد، وان المادة 87 (5) من الدستور تنص على خلو الجيش من التحيز السياسي.
الخطوط الحمراء
مساء الثلاثاء، قامت جبهة تجراي بمحاولة الاستيلاء على العتاد العسكري الموجود في القيادة الشمالية، بحسب تصريح رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد، مشيرا ان هذا التصعيد، اضطر قوات الجيش بالاشتباك معها عسكريا.
وقال ابي احمد ان جبهة تجراي، تخطت الخطوط الحمراء، وانه وجه الجيش باتخاذ كافة الإجراءات العسكرية لردع هذا العدوان، من جهتها قالت جبهة تجراي انها لم تقم بالاستيلاء على القاعدة، وانما قادة القيادة الشمالية انشقوا وانضموا إلى جانبهم.
حجر الزاوية
تعتبر القيادة الشمالية، الواقعة بالقرب من الحدود الإرترية، احد أربعة قواعد عسكرية موجودة في اثيوبيا، ويتمركز في هذه القاعدة ، الكثير من العتاد العسكري والمدرعات، باعتبار ان تلك القاعدة كانت على مدى عقدين، حجر الزاوية في الحرب التي خاضتها اثيوبيا ضد ارتريا منذ العام 1998م.
المصدر: أديس أبابا- السوداني-