نبدةعن سيرة الأديب
الدكتور محمد طاهر أفرح أديب ، ومؤرخ ورائي عملاق ، وعبقرية صومالية لا تمحوا من الذاكرة الصومالية وستبقي معطفة الوجدان والروح ،له روايات إجتماعية ،ومسرحيات فنية ،ومدونات أدبية ،أحدثت هندسة ايدلوجية معيارية ، حيث أبدع وابتكر فصار كلاسكية أدبية ،سطر ما في الصدره فأصبح قامة فكرية ، بحث عن الحقيقة وسلك بطرائقها فحول أثره مرجعية لغوية ، بعث قلمه سيال نحو الدنيا وما فيها من التاريخ وعبر ، ومن نهضة وتخلف ، ومن حضارة وضياع ، ومن تطور وسقوط ، ومن نصرة وهزيمة ، ومن نجاح وفشل ، ومن مسالمة وحروب ، فصنع لنا انثروبولجية تاريخية وفلوكرية .
ولد الروايئ الصومالي الدكتور محمد طاهر أفرح في بلدة جريين (jirriban ) الواقعة في محافظة مدج (mudug ) بوسط الصومال في عام ١٩٠٢ م من أصول أسرة الصومالية دارودية .
الدراسة والتكوين
التحق إلي دكس( الخلوة ) في سن مبكر جدا ، وكان عمره بخمس سنوات ، من هنا تكونت شخصيته الفريدة ، وبدأ مشوار مسيرته التعليمية اولا بالعلوم الدينية كغيره من الصومليين ، يذهب كل الصباح إلي دكسي (مدرسة لتحفيظ القرآن ) بشغق كبير وحب مشعل ، يحمل لوحه المصنوع من الخشب وبعد انتهائه من الجزء الأول بجهد فردي وإصرار ، عزم والده بعض لاحظ قوة ذكائه وشدة فطنته ، أن يلحقه إلي مدرسة المعلم عبد الله هلق في جربين ، فحفظ القرآن الكريم في غضون ٦ أشهر فقط . نعم ،
فالإنسان الطبيعي في الصومال قد يحفظ كتاب القرآن أو يكمل أجزاء من القرآن لسنوات عديدة ، ولاكن كسر هذا الشاب تلك السلاسل او القيود التي صارت عقيدة جبلية إزاء القرآن الكريم عند الطلبة الصومال ، فطفق الناس يطلقون عليه لقب القرآن كأدغ)( quraan ka adag ) ومعناه المتمكن القرآن .
عندما بلغ عمره تسع السنوات أقنع والده بالإنتقال إلي مدينة مقدشو -عاصمة الصومال والتحق إلي مدرسة نظامية بمشورة والده الحنون أكثرة من مرة ، ثم أكمل دراسته الثانوية ، وبعد إتمامه بالثانوية ذهب الي دولة اليمن الشقية وأنضم الي جامعتها العريقة .
فمن هنا بدأت رحلته الأدبية ، وأشرقت نباغته الباهرة ، وصمد خياله الأدبي وابداعه الواقعي ، حيث حصل علي بكارلوريس في أدب المقارن والمسرح قبل أن يتجه الي صوب جامعة لندن في إنجلترا لنيل الدراسات العلياء وواصل دارسته حتي حصل علي درجة الدكتوراه.
أعماله الأدبية ( المؤلفات )
الدكتور محمد طاهر أفرح رحمه الله ، كاتب وأديب ورايئ فريد ، له مؤلفات باللغة الصومالية وأخري بالعربية العالية ، درس في معاهد مصرية في الصومال ، حيث تأثر الأديب باللغة الضاد (العربية )، لا ريب أنه قد ارتوي من مناهل عربية صافية وموارد ثقافية بحثة ، حتي شرع فنون الكتابة الإبداعية ، بل لمع يراعه وهو ما زال بالمراحل الإعدادية والثانوية ، وأسهم وشارك في إثراء مكتبةالصومالية والعربية وأشتهر بمؤلفاته الأدبية والمسرحية والروائية والفكرية .
في بداية مشروع تأليفه عاش مع صحيفة نجمة أكتوبر الحكومية وكان له عمود أسبوعي ، يكتب فيه زبدة مقالات وحكايات قصيرة ، تحت عنوان ” المجتمع الصومالي تحت الميكروسوب”
ثم أسس الأديب أول مجلة صومالية تصدر خارح مقديشو وبالتحديد مدينة كسمايو – عاصمة إقليم جوبلان عام ١٩٧٣ كما ذكر الكاتب حوار أجراه الدكتور عبد الفتاح نور ( أشكر ) وفي نفس هذا الحوار ذكر ايضاً أنه قد ضاعف نشر مقالاته الأدبية والعلمية فور انتقاله الي دول العربية سنة ١٩٨٠ م حيث كان يكتب مقالاته في مجلات عربية معظمها يمنية ، ومن أبرز اصدارات وأعمال الأديب محمد طاهر أفرح ما يلي – :
1.نداء الحرية : صدر هذا الكاتب باللغة العربية في عام ١٩٧٦ م ، الكتاب عبارة عن قصص من الثراث الصومالي ، والمسرحيات التاريخية .
2. نظرات في الثقافة الصومالية : من إصدارات دائرة الثقافة والإعلام وقد صدر الكتاب باللغة العربية يقدم هذا الكتاب صورة مختصرة عن مقومات وأحوال الثقافة الصومالية المعاصرة .
3. الدراسات النقدية والتثقيفية : صدر هذا الكتاب ايضاً باللغة العربية .
4. رواية مان فياي “MAANA – FAAY ” صدرت في عام ١٩٩٨٠م ، وهي أول مسرحية فنية في تاريخ الصومالي المعاصر ، وقد صدرت الرواية باللغة الصومالية ، ويقال أنها أول رواية مكتوبة بخط الصومالي بالحروف اللاتينية ..
5. رواية غلتي معروف . “GALTI- MACRUUF “صدرت في عام ١٩٨٠ .
6. وله مؤلفات اخري في مجال الروايات والمسرحيات مثل رواية حلم مخاذع durbaan been ah ” أو Guur ku sheeg فكلها روايات نثرية ، وقصص ناطقة ودروس خالدة …
6
7 .الصومال : أرض بلا شعب وعالم بلا ضمير : Dal dad” waayay iyo duni damiir beeshay soomaliya dib ” . , قma udhalin doontaa . قد صدر الكتاب باللغة الصومالية، كما أنه متداول بين أوساط الشعب الصومالي ، ولقي – قبولا حسنا – من طبقة المثقفة الصومالية بشكل عام ، وخصوصا في مهجر بعد إنهيار الحكمومة المركزية ، فالمؤلف يعطيك حقيقة صادقة ، ومعلومة تاريخية من خلال مطالعتك الخاصة . في هذا الكتاب ، يتحدث صاحبه قصة الصومال ؛ أيام بداية إنهيار دولتها الفريدة ، ثم يصور لنا كيف كانت بعدها ، وقد عاني الشعب الصومالي كثيرا من جمرة الفقر والحرب ، لأن مرقدهم في الأرض بلا قادة ، او هم في عالم بلا ضمير : وهل يمكن إحياء الصومال من جديد ؟ أم سيعود بلد بدون قيادة ؟ أينهض البشر في عالم دون ضمير ، لنجرب من جديد ، ربما تثقل عليك الإجابات والتحليلات حول هذه الظاهرة ، وإيجاز وإختصار تكفيك قراءة هذا الكتاب.
8. ناقذة علي الإبداع في منطقة خليج عدن “”: دراسة في ثقاقة والفن في الصومال وجيبوتي واليمن ”
قد يعد هذا العمل من أفضل أعمال في مجال الأدب المقارن والثراث ، اذ هو هالة من حلقات الكتب بتيسير قراءة الثراث والأدب حيث يتيح للكثيرين من القراء والنقاد ، ويوفر أيضاً أولية للكاتب والعباقرة ، لأن مؤلفه قامة قامة فكرية وواحد من الكبار المتخصصين في الثرات الصومالي والثقافة العربية
الفلكور الشعبي وحضور الشخصية الأدبية في تجربة الروائي الصومالي الدكتور محمد طاهر أفرح – كاتب الأديب الشاعر أستاذي – محمود علي آدم هوري