12- يقال أن مراد بيان المؤتمر بشركاء الصومال الذين دعوتموهم إلى مؤتمر تشاوري خاص في غرووي الأحزاب السياسية في الصومال، ولكن الحكومة الفيدرالية تريد أن يقتصر المؤتمر بين الولايات الإقليمية والحكومة الفيدرالية؟
سعيد دني: الحقيقة أن مجلس وزراء بونت لاند في جلسته اليوم قَبِل بنتائج المؤتمر التشاوري، ويريد تنفيذها حسب الأهم فالأهم، والأكثر أولوية، فالخطط الماثلة أمامنا الآن أن ندعو في أول الوهلة الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية لكونها الهيئات التنفيذية والموكلة لقيادة البلاد حسب الدستور وذلك لبحث الأزمة وإيجاد الحلول اللازمة، وبعد أن نعقد ذلك المؤتمر قد يُقرر إضافة أي جهة أخرى يرى الشركاء أهمية مشاركتها في المؤتمرات اللاحقة، ولكن علينا المبادرة والاستضافة وإنجاح المؤتمر، وآمل أن أذهب شخصيا إلى جميع العواصم في الوطن كي أقدم لهم الدعوة لهذا المقترح، وكما قلت لك يكمن توسيع المشاركة في المؤتمر كي تساهم فيه أطراف صومالية مهمة أخرى، منها البرلمانات مثل مجلس الشيوخ ومجلس الشعب وغيرها حسب ما تقرره القيادة التنفيذية، ولكن دعوتنا الآن هي للحكومة الفيدرالية والولايات الأعضاء في الدولة الفيدرالية، بمعنى سندعو رؤساء الأقاليم والقيادة التنفيذية للحكومة الفيدرالية.
13- هل تلقيتم ردودا حول استجابة دعوتكم لهذا المؤتمر؟.
سعيد دني: نحن نخطط أن نقدم الدعوة بشكل رسمي، ونسلّمها للأعضاء كتابة وشفاهة في مقراتهم الإدارية، فلا نريد استجابة سريعة على الهواء مباشرة.
14- سمعنا في الأخبار أنكم تذهبون إلى العاصمة مقديشو وتقابلون مع قيادة الحكومة الفيدرالية، هل هذا صحيح؟.
سعيد دني: هذا صحيح، وقد أعلنتُ ذلك في جلسة مجلس الوزراء اليوم، والزيارة تتعلق بهذا الاقتراح في تنظيم المؤتمر لإيجاد حل مناسب للأزمة، وسأتباحث مع القيادة الصومالية حول ذلك، وآمل أن تكون الزيارة في الوقت القريب لتشمل جميع الأقاليم والولايات.
15- هل تخطط أن تنهي هذه السفريات إلى مقرات الولايات والعاصمة مقديشو مرة واحدة؟
سعيد دني: لم أخطط كيفية السفر ووقته بعد.
16- هل تستطيع أن تذكر للمواطنين ما هي محور الخلاف الحقيقي بين ولاية بونت لاند والولايات الأخرى وبين الحكومة الفيدرالية؟
سعيد دني: طبعا، كلمة “الخلاف” ينظر إليها الشعب بنظرة سلبية، هناك اختلاف وجهات النظر، غير أن الصومال يشهد عملية بناء الدولة، ومحور هذا البناء هو الدستور، وهو العقد الاجتماعي، وكما تعلمون فإن الدستور الانتقالي ما زال غير مكتمل، وما زالت أجزاء كثيرة منه تحتاج إلى نقاش وصياغ، ولسوء الحظ منذ إجازة هذه المسودة في أغسطس 2012م لم يتم استكمال هذا الدستور، ومادام هذا الدستور غير مكتمل فإن النقاش واختلافات وجهات النظر سيستمر، و غالبا ما تخضع حسب حكنة القيادة الموجودة وطرق إدارتها.
الحكومة السابقة ركزت على اكتمال تشكيل النظام الفيدرالي والولايات الأعضاء، فعند تولّيها زمام الحكم عام 2012م كانت هناك بونت لاند فقط، إضافة إلى غلمدغ صغير تقتصر في جنوب غالكعيو، ولكن في هذه الفترة التي أصبحتُ نائبا في البرلمان الفيدرالي وتقلدتُّ منصب وزير فيدرالي تشكَّلت ولايات جوبالاند، وجنوب غرب الصومال، وهيرشبيلي، وشكلت أيضا غلمدغ بحدودها الجغرافية الحالية، وكان على الحكومة الحالية أن تستكمل مسودة الدستور الانتقالي، ولكن مع الأسف لم يحدث ذلك، وشهدنا مزيدا من اختلاف النظر، والتعكير السياسي هذا ما يحتاج إلى الحل، والذي استغرق وقتا طويلا، وآمل أن نتجاوز هذه العقبة، وهذا أمر طبيعي ما دام أن الدستور غير مكتمل، وستسمر الخلافات إلى أن يكتمل النظام الدستوري ومؤسساته في الصومال ونشهد إعادة بناء البلاد واستقراره السياسي.
17- أجازت الحكومة الفيدرالية ومؤسساتها التشريعية قوانين منها قانون الطيران أو القانون الجوي، وقانون الصحافة، وقانون الانتخابات، وقد أعلنتم مقاطعتها، ما السبب؟.
سعيد دني: هذا جزء من الملفات التي تحتاج إلى التشاور بين الحكومة الفيدرالية والولايات الأعضاء، لأن الدستور ينص على ضرورة التشاور حول اقتسام السلطة واقتسام الثروات، والغريب أن يتم إجازة هذه القوانين مع أن الدستور ما زال مسودة وغير مكتمل، مثل قانون البترول واقتسام الثروة، وقانون الانتخابات، بحجة أن لدينا مؤسسات تشريعية، وهذا مما نختلف مع القيادة الحالية، فبونت لاند قاطعت بشكل رسمي قانون الانتخابات، وقانون البترول، وقانون الطيران الجوي.
18- نعلم أنكم سافرتم إلى العديد من دول العالم وعقدتم علاقات واتفاقات خاصة، الأمر الذي ترفضه الحكومة الفيدرالية حيث ترى بأنها الأحق في إقامة العلاقات الخارجية، فما تفسيركم؟
سعيد دني: لم أعقد علاقات دبلوماسية مع العالم الخارجي، ولكن السفريات الخاصة أيضا ليست ممنوعة، فالسفر وعقد اتفاقات حق لكل مواطن، فدولة ولاية بونت لاند ليس لها علاقات دبلوماسية خارجية ، ولكن لها اتفاقيات خارجية، وهذا حق دستوري، فهذا النوع من الاتفاقيات قد يعقده المواطن العادي مع الشركات العالمية فما بالك بحكومة تنفيذية، ولكن لا نتعامل مع السفارات ولا مع سياسات خارجية التي هي من اختصاصات الحكومة الفيدرالية، ونسعى من خلال هذه الاتفاقيات تشجيع الاستثمار من قبل الشركات الخاصة والحكومية ورجال الأعمال، ونتعامل معهم من خلال دولهم وهذا ليس معناه إقامة علاقات دبلوماسية، ومثل ذلك زيارتنا لرؤساء دول الجوار خاصة الصوماليين منهم مثل رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيلي الذي هو زعيم صومالي مهتم بالصومال والفن والأدب والسياسية، فهذا ليس معناه إقامة علاقات خارجية، ومع الأسف هو جزء مما يروجه أناس غير ناضجين في التواصل الاجتماعي لتضليل الرأي العام، نعم الحكومة الفيدرالية لم تحتج في هذا الأمر، ولكن هناك أناس يكتبون في الفيسبوك ويسعون إلى توسيع هوة الخلاف بيننا.
19- أوضحتم أنكم توصلون بونت لاند إلى نظام انتخابات مباشرة على أساس الصوت الواحد للفرد الواحد، فلماذا ترفضون خطط الحكومة الفيدرالية أيضا في تنظيم هذه الانتخابات في عام 2021؟
سعيد دني: تعرفون الفرق في ذلك من خلال جدّيتي أنني سعيتُ ذلك في أول عام لي في السلطة، ولكن الحكومة الفيدرالية التي بقيت لها عدة أشهر لم تعمل على واقع الأرض شيئا، وهذا أمر يحتاج إلى وقت كافي، نحن نخطط أن نجري الانتخابات المحلية للبلديات والمحليات في العام القادم، وبعد أربع سنوات قادمة إن شاء الله سنجري الانتخابات الرئاسية، ولو كانت الحكومة الفيدرالية جادة في تنظيم مثل هذه الانتخابات لعملت في وضع قواعدها وقوانينها في عامها الأول 2017م، مع وجود خلل كبير في قانون الانتخابات الذي تم إجازته مؤخرا، وأنت تفهم أن إجراء مثل ذلك صعب للغاية، وهذا ما يعتقده العديد من الصوماليين، فالوعود لا بد أن تكون في صدارة فترة السلطة، ولا يقبل الناس أنه عندما تنتهي فترتك أن تعمل.
20- تعلمون أن العالم يكافح اليوم وقف فيروس كورونا، ما هي خطط حكومتك تجاه ذلك.؟
سعيد دني: حقيقة أصدر مجلس الوزراء اليوم قراره بشأن ذلك، فقد تم إيقاف التجمعات بما في ذلك المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، وكذلك قمنا بتقليل أعمال المكاتب الرسمية وغير الرسمية مع تقليل الحفلات والمؤتمرات، وفوضنا لجنة برئاسة وزارة الصحة الولائية لتوعية المجتمع حول الإجراء الوقائي، وأنشأنا أماكن للحجر الصحي، وندعو المواطنين إلى توخي الحذر والتقليل من الحركة غير الضرورية والتجمعات والمقاهي، ونسعى إلى إيجاد الأجهزة الطبية والمستلزمات الطبية اللازمة حول الوقاية من المرض، نعم هناك عجز كبير وهشاشة في النظام الصحي في الوطن الصومالي ككل، وندعو الله أن يقينا من انتشاره في بلدنا، وحتى الآن هناك حالة واحدة للمرض في العاصمة مقديشو، وسيتركز جهودنا بإذن الله حول توعية الناس بشأن توخي الحذر، وأخذ المزيد من الإجراءات اللازمة وأخذ التعليمات.
21- كما نعلم العالم لم ينتج حتى الآن دواء لعلاج الفيروس، وإنما هناك مساعدات عامة للمصاب مثل إعطائه الأوكسجين اللازم، ما المتوفر في مناطق بونت لاند؟
سعيد دني: لحسن الحظ هناك مصنع لصنع الأوكسجين في بونت لاند خاصة في غالكعيو، وقمنا بتوفير هذا الأوكسجين في مستشفيات المدن الكبيرة مثل غرووي وبوصاصو، وكما أنشأ مراكز للحجر الصحي، والفرق الطبية مستعدة للتعامل مع أي حالة تظهر، وهذا كله بحسب الجهود المتوفرة ، وسنطلب المزيد من العون والمساعدة.
21- قامت الحكومة الفيدرالية بإغلاق الرحالات الدولية، ولم تعلنوا من جهتكم عن هذا القرار ، ما السبب؟
سعيد دني: أعتقد أن الحكومة الفيدرالية أوقفت الرحلات إلى الدول التي تضررت بالفيروس، ولم توقف الرحلات بشكل شامل، والعالم قام بإغلاق جزئي للرحلات، والصومال من الدول التي تحتاج إلى الرعاية الصحية إلى الخارج، بمعنى لن نستغني عن العالم الخارجي، ولم نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، ونغلق أنفسنا أمام العالم، نعم سنشجع المواطنين بتقليل السفر غير الضروري إلى العالم، ولكن باستثناء السفر الضروري، وسنأخذ القرار المناسب إذا حدثت تطورات بشأن هذا الوباء.
22- فيما يتعلق بخلافكم مع أرض الصومال هناك مناوشات عسكرية بينكم وبين أرض الصومال مع جهود المجتمع الدولي بحل الخلاف ووقف إطلاق النار، وإذا لم يكن هناك اتفاق سياسي على واقع الأرض هل هناك اتفاق أو تنسيق أمني؟.
سعيد دني: هذه المناوشات المتكررة سببها هو انعدام التنسيق الأمني من الجانبين ، وآسف على إراقة دم صومالي في ذلك، وليس هناك محاولة جادة من قبل أرض الصومال في إيجاد الحلول مع جانبنا، لأنها تعتقد أن الصراع إنما هو بين أرض الصومال وبين الحكومة الصومالية الفيدرالية التي مقرها مقديشو، والحقيقة أن جوهر الخلاف وهو النزاع حول الأرض هو بيننا وبين أرض الصومال، وهي أراض تابعة لبونت لاند منذ تأسيسها، ولكل أمة لها ثقافتها السياسية في إدارة الصراع، فمناطقنا هي على أساس القبيلة، وتم تشكيل الإدارات السياسية على ذلك، وهذا لا عيب فيه، فإثيوبيا هي دولة فيدرالية، ومناطقها الإدارية مشكلة على أساس العرق والإثنيات، وكذلك فيدراليتنا على أساس القبيلة، وهذا أمر واضح، وكل أرض سيتبع للأقرب ثقافيا ورابط قرابة، وولاية بونت لاند مبنية على هذا الأساس، وعلى الرغم من هذا الحق التاريخي فإننا مستعدون لفتح تفاوض مع أرض الصومال، أما الآن فليس هناك تنسيق أمني ولا اتفاق سياسي، ونحن ننصاع للنداءات الدولية بوقف إطلاق النار، ولكن الجانب الآخر هو الذي دائما يتعدى على أرضنا ويشن الهجمات، وفي المدة التي كنت في المكتب شنت أرض الصومال أربع هجمات، ودائما ما نضبط عاطفتنا ونتحكم إلى العقل، وعلى أرض الصومال أن تكف على هذا التعدي السافر على مناطق بونت لاند، بل أدعوهم إلى الانسحاب من المناطق التي استولوا عليها بشكل سلمي وودي.
23- الطرف الآخر وهو “أرض الصومال” يتهمكم بالتعدي عليه، فماذا تردون؟
سعيد دني: أنا لم أسمع بقولهم: أن بونت لاند هي التي شنت الحرب، ولكن نحن نعرف بعضنا بعضا، ونترك الحقيقة على الأرض لكم، والأحسن أن تقدمها إلى الناس، والمعروف لدى الجميع تلك الحروب وكيف بدأت ومتى بدأت، وحتى الهجوم الأخير هي التي شنت وغارت على مواقعنا، وتكبدت قواتنا بخسائر مادية وبشرية رغم قدرتها على صد العدوان في كل وقت، وهذه كلها حقائق لا يمكن تغطيتها، وكل طرف سيتحمل مسؤوليته.
المصدرـ تلفزيون ساب الصومالي