ألقى رئيس صومالي لاند السيد موسي بيحي عبدي خطبة أمام مجلسي الشيوخ والبرلمان، وغطت الكلمة عددا من قضايا الساعة الراهنة أبرزها زيارته الأخيرة إلى أديس أبابا، ولقائه مع الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو في إثيوبيا، والزيارة المرتقبة للرئيس فرماجو إلى هرجيسا، والقضايا الأمنية، والمالية، والبطالة المنتشرة وسط فئة للشباب، والإنتخابات القادمة، والسياسة الخارجية لصومالي لاند.
وفي حديثه عن اللقاء الذي جمع بينه وبين الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو في أديس أبابا، وصف اللقاء بالمفاجئ حيث لم تسبقه أي إعداد أو تنسيق جيد، وإنما تم بطريقة مفاجئة ودون تخطيط مسبق إلا أنه كان على علم بذلك. غير أنه أشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد هو الذي أشرف على هذا اللقاء مؤكدا أن زيارته إلى أديس أبابا كانت بدعوة رسمية من رئيس الوزراء الإثيوبي بهدف اللقاء معه، ومع رؤساء الدول الإفريقية المشاركة في القمة الإفريقية لشرح قضية صومالي لاند إليهم، وخطة ومبررات اعتراف صومالي لاند وكشف الرئيس موسي أن رئيس الوزراء الإثيوبي أخبره بأنه سيلتقي مع الرئيس محمد فرماجو وأنه يسعى للوساطة بين الجانبين، كما قبل رئيس صومالي لاند مقترح إثيوبيا.
وأكد الرئيس موسي استعدادهم اللقاء مع قادة الصومال في أي مكان ولوكان تحت شجرة لأن ذلك سيحقق مصلحة صومالي لاند، وهي الإنفصال عن الصومال. وكشف الرئيس موسي بيحي كذلك حرص السويد، وتركيا وجيبوتي استئناف المفاوضات بين الجانبين في أديس أبابا وفي هذا السياق قال موسي ” أجرت دولتا السويد وتركيا اتصالا مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلي، وطلبا منه أن يبذل كل الجهود من أجل استئناف المفاوضات بين الصومال وصومالي لاند” .
ورحب رئيس صومالي لاند الإعتذار الصادر من الرئيس الصومالي محمد عبدالله حيال المجازر التي ارتكبتها الحكومة العسكرية السابقة في صومالي لاند قبل إنهيار الدولة المركزية 1991م إلا أنه استدرك قائلا ” وكان عليه أن يستثني من الجبهات المسلحة، وأن لا يطلب منها أن تقدم الإعتذار” وذكر أنه لا يمكن التطابق بين الإعتذار الذي يقدمه الرئيس فرماجو وبين الخبر الذي يتحدث عنه أنه يزور مدينة هرجيسا، وأكد أن هذه الزيارة ستضر المفاوضات الجارية بين الجانبين، وأنها لا يمكن أن تتم في صومالي لاند على حد تعبيره.
وفي حديثه عن السياسة الخارجية لصومالي لاند، أكد الرئيس موسي استعداد الإتحاد الإفريقي استماع وجهة نظر صومالي لاند وشملت الخطبة قضايا داخلية أخرى والقضايا الأمنية، والمالية، والبطالة المنتشرة وسط فئة للشباب، والإنتخابات القادمة، والأحزاب السياسية في صومالي، وضرورة تأسيس أحزاب جديدة في صومالي لاند للخروج من الخلافات والإنقسامات السياسية الداخلية داخل الأحزاب على حد تعبيره.
ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء الاثيوبي الدكتور أبي أحمد علي قد استعجل في اختراق الجدار العازل بين مقديشو وهرجيسا في زمن قياسي، وتجاهل بحجم الازمة بين الجانبين،وما لحق بأهل الشمال من مجازر وكوارث يصعب أهلها النسيان والتراجع عن مطالبهم وحقوقهم بجرة قلم، وزيارة واحدة إلى هرجيسا.
كما يسعى رئيس الوزراء الإثيوبي من خلال الزيارة تحقيق مكاسب إستراتيجية على صعيد السياسية الخارجية، خاصة في الصومال قبل موعد الانتخابات البرلمانية الإثيوبية المقررة إجرائها في 16-8-2020م ليستخدم هذه الورقة في مواجهة المعارضة الإثيوبية الضعيفة.
كما يعرض نفسه أمام الغرب بأنه هو الأقدر على حماية مصالحه ومصالح شعوب منطقة القرن الإفريقي، والأهم أنه يسعى إلى تأمين منفذ بحري في الصومال لدولته الحبيسة التي تقدر عدد سكانها 110 مليون شخص.
وفي ظل عدم تحقيق توافق سياسي بين قادة الجنوب في الصومال، وعدم توحيد القرار الوطني حيال صومالي لاند، فضلا عن استكمال مراجعة الدستور الإنتقالي، واعتراف جمهورية الصومال الفدرالية النظام الفدرالي عمليا، ودحر الإرهاب فإن زيارة الرئيس فرماجو إلى هرجيسا لن تحقق مكاسب إستراتيجية للجانبين بقدر ما ستكون حملة انتخابات للفريق الحاكم في الحكومة الصومالية الفدرالية.
تجدر الإشارة إلى أن رفض قادة صومالي لاند زيارة الرئيس الصومالي فرماجو إلى هرجيسا تعتبر رسالة استراتيجية موجهة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي احمد علي الذي يحاول الإنفراد بتحقيق مكاسب جديدة دون مراعاة مصالح صومالي لاند، وبقية اللاعبين في المنطقة، وتلك رسالة منطقية من وجهة نظر أهل صومالي لاند، فضلا عن المعارضة الإثيوبية التي انتقدت الصورة التي نشرها رئيس الوزراء الإثيوبي في حسابه على الفيس بوك.