أيّها المراقبون فوق منصات النقد ، أعيروني إنتباه عقولكم خالصة من الوشوشة، لا بأس، فشيء من العقل يكفي؛ لتمرَّ عليكم حكايتي كنسمة غير مرئية، لستُ أدري لما أُتعب حنْجرتي بسرد أحداث لا معنى ولا مغزى لها عندكم!، لكن على الأقل دعوني أسرق بعضا من وقتكم المزيف، علّكم تصادفون من خلالي حقيقتكم المخيفة!.
كفتاة لا يُعترفُ لها بالجدارة في مجتمع إشتهر بالبساطة في كل شيء غير المشاعر والتقصير في العلن، كنت لا أعترف بالإنجازات ولا الخيال، حتى المستقبل كان عندى خرافة من أساطير الحكايات، (الحياة) هذه الجملة كانت من أحجيات المُسنّين ومصطلحات فلسفاتهم حين ينتقدون تصرفات المراهين الطائشة، لم أكن أفهم منها غير أننا نجيء إليها على متن بطون أمهاتنا عُراةً وعلى وجوهنا علامة سؤال كبيرة مرمّزة بعبوس جزئي، كل ما يقبل عليّ أحد بنبأ مولود جديد تنتابني رغبة مرعبة بأن أتكلم معه وأسأله كل تلك الأسئلة المعلقة بالأصفاد!، لكن الخيبة كانت جواب أسئلتي حين أقترب من ذاك المولود فأرتعش خوفا من قسمات وجهه الغريبة.
يا للهول!، من أنبأه بفضولية البشر وأنّ ذاك التعبير فقط هو الأسلوب الأوحد لإستقبالهم، أترون حتى الآن لم أقل شيئا مفيدا وقد تغريني بعض العبارات المنمقة لأسرد لكم حكاية فتاة ميثالية!، ولكن يا للأسى فأنا لستُ مؤمنة بها البتة!، آذيتُ أحدهم حين كنت في الإعدادية، وحفنة أخرى جعلتهم يلقون حقهم في العار مع أنّي وعدتهم غير ذالك، وأتذكرُ اؤلئك الفتيان الذين جعلتهم يخططون معا بزواجي نفس اليوم في تاريخ كذا، حتى هم لم يكونوا صادقين أتعلمْ كانوا يخبرون أمهاتهم عن بعض الفتيات اللاتي يتعلقن بحذائهم دون أن يلتفتوا – هم- إليهنّ، وأكيد تدرك أنني واحدة من ؤلاء!! حتى جارتنا لم تسلم منّي لأنها كانت تزعجني بتبجحها وعجرفتها اللعينة!.
شعرتُ بالأسف تجاهها لبعض الوقت، فقد كانت جميلة لكنها ربما كانت تغط في النوم حين كان العالم يقتسم العقل بالمجّان!، لا بأس أعرف أنني لستُ جيدة بما يكفي لأكون إنسانة، ولكن مهلا لماذا أنتم أناس دوني؟!، إذا ألستم سيئون بعض الأحيان؟ ربما أكثر مني وأجرم مني أيضا؟!.
هل صادفتَ من قبل أحدا يكون نسخة طبق الأصل من ذاتك؟، يدور في فلك عيوبك، ويتصرفُ ببلاهتك ويشعرك بنقصك اللعين؛ ذاك الذي يجعل كل ما لم ترد تصديقه فيك ماثلا أمامك كشريط فيلم درامي، ألم ترغب في خنقه على الفور، آلاف الأسئلة تتبادر إلى ذهنك يا ترى هل يلاحظ الجميع نقائصي وعيوبي هكذا بكلِ وضوح؟ هل أنا بهذا الفظاعة أمام الآخرين؟!.
لا، لا لست كذالك لو كنتُ مثله لكرهني الجميع ولغادروني وحيدا أهيم بوجهي في الفلا!، أيعقل أنّهم يمقتونني في سرهم؟ لا يمكن لماذا إذا تلك الإبتسامات والعناقات؟!، دوامة من المتاهات والآفاق التي تدووور بك لتعيدك إلى نقطة البداية، يجب خنق هذا الأحمق بل ومحوه من على الكرة الأرضية. قرار حكيم لكن يا أنت سيكون مصيرك مثله بلا شك ربما ليس بنفس الوسيلة بدهسك مثلا او برميك إلى كلاب البشر بتهمة إختلاس نظرة من بريء ذو أنياب!.
فلسفتي المترهلة لم تبلغ فضاء الأجوبة بعد، وذالك يجعلني أتوقف عن السرد قليلا.