في البداية أو أن أذكر للشعوب العربية، بان الصومال إكتسبت خبرات كثيرة عن ويلات الحروب ، نعم لقد عشنا ثلاثة عقود بحروب طاحنة من دون حليف ولا صديق يتدخل بل بعض الدول العربية كانت تدعم بعض أمراء الحرب لتمرير أجنداتهم التخريبية ولازالت بعض تلك الدول تمارس نفس النمط القديم رغم تحسن أوضاع الصومال . لقد تحفظت الصومال بنوداً من قرارات الجامعة العربية، وهذا مايفعله كل عاقلٍ ذاق طعم ويلات الحروب وشاهد عن قرب إنتشار السلاح !!
لقد تحفظت الصومال فيما يتعلق بالأزمة الليبية ، رغم انها ازمة سياسية ، وبطبيعة الأزمات السياسية انها تولدِت تباين الآراء وإختلاف الروئ والتحليلات وايضا التوقعات ،لذالك الجهة التي صاغت القرارات لم تعطي فرصة بسماع رأي الصومال ، رغم ان الصومال هي الدولة الوحيدة التي عانت ويلات الحروب بثلاثة عقود ، وتدرك تماما معني أمراء الحرب ، وإنتشار السلاح في أيادي الأفراد ، لذا كان رأي الصومال دعم الحكومة الانتقالية ووقف إطلاق النار وبعد سنتين من إئتلاف وطني تكون إنتخابات حرة يشارك فيها كل الأطراف السياسية لكن الجامعة العربية لم تعر إنتباهها بالرأي الصومال لذالك تحفظت عن قرارا الجامعة وسياسات القاهرة بالتدخل العسكري !!
اما فيما يتعلق بقضية سد النهضة إنتهجت الصومال بمبدأ المفاوضات ولغة الحوار بعيداً عن لغات التهديد والإستعراضات العسكرية ، التي لاتخدم مصالح الجميع ، بل ستجلب الويلات للمنطقة ، والقرار الذي تمَّ صياغته كان شبه إلزام لجانب أديس ابابا بعدم التخزين بتاتا، وكان بالاحري ان ينص القرار بملئ الخازانات باوقات متفاوتة مع مراعات كميات المياه ، وكان من المفترض ان يتم التشاور مع الجانب الصومالي ، الجيبوتي قبل صياغة تلك البنود لان الصومال تمتلك علاقات متينة مع اديس ابابا إقتصاديا وامنيا بل قضايا إستراتيجية ، وللصومال حدوداً برية طويلة، بل ونزاع أراضي لم يحسم بعد .
ولانريد أن نخسر التعاون بين دول منطقة القرن الأفريقي ، وقد بذل رئيس جمهورية الصومال جهوده سواء بالتعاون الإقتصادي والمصالحة التاريخية بين أسمرة وجيبوتي أما فيما يتعلق بأشقائنا المصرين نقول لهم نحن نكن لكم الإحترام والتقدير رغم إعلامكم السخيف الذي تعود بإستهتار الشعب الصومالي بمحافل شبه رسمية ، ومع ذالك نقف معكم لمراعات مصالحنا الإستراتيجية الخاصة من أجل القومية العربية ، رغم ان الصومال خاضت صراعات ونزاعات حدودية وآخرها إدعاء الكيني لمياه الصومال ولم نري من الجانب المصري اَي مبادرة او دعم عربي فكيف نتنازل عن مصالحنا من اجل دعم القاهر والإنجراف وراء الجامعة العقيمة.
اما فيما يتعلق بموضوع بان الصومال في جيوب الا تراك هذه مجرد ثرثرة وإدعاءات فالصومال دولة ذات سيادة ولها الحق في دخول تحالفات وتكوين صداقات وأيضا خلق عداءت لمن تراهم أنها تهد مصالحها. فالأتراك قدموا إلي الصومال في توقيت حرج ومهم للغاية حيث عجزت قيادات الدول العربية إرسال بعثاتها إلى الصومال فضلا عن مسؤل رفيع . لقد ملأ الأتراك الفراغ العربي في الصومال، والتخبط الإستراتيجي التي تنتهجها الجامعة العربية تجاه الصومال ، لذالك ليس هنالك مجال لإدانة الصومال بتصرفاتها الإنفرادية الناتج عن تخبط الرؤية العربية المشتركة والتي أنتجت لنا وقوف بعض الدول العربية مع كينيا لإدعاءها بالمياه الإقليمي الصومالي نعم إستغل الأتراك تلك الفرصة ووجدو ضالتهم في الصومال ، هذا الموقع الإستراتيجي والممر الرئيسي (باب المندب) لمراقبة ناقلات العالم ؛ فساهمو في البني التحتية في الصومال ،ودعموا بتدريب القوات المسلحة الصومالية والتي عجزت تلك الدول العربية التي تستنكر تحفظاتنا وبقراراتنا المسيرية.
نعم لقد جاء الأتراك بباب الصومال من دون لفة ودوران واحترموا سيادتها فأنشات قاعدة عسكرية برية في الضاحية الجنوبية لمقديشو، وقريبا سيحظون بقاعدة بحرية ، ولا أظن ان الصومال سترفض منح قاعدة عسكرية لأي دولة تجمعهامع مصالح إستراتيجية مشتركة لقد أدركت الصومال بعد ثلاثين عاما من ويلات الحروب من دون حليف ولا صديق, وهنا تكمن المشكلة، والحكومة الصومالية الفدرالية مسؤولة عن حماية المصالح الإستراتيجية لشعبها