تعيد السعودية حساباتها في العراق وتدفع برهانات جديدة وأوراق قوامها الاقتصاد في مواجهة النفوذ الإيراني الذي تصاعد مع سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، وتسعى لإعادة التموقع، عبر استقطاب أطراف فاعلة لعل أبرزها التيار الصدري ورئيس الوزراء حيدر العبادي.
ويأتي البحث عن المعادلة السعودية الجديدة بالعراق في سياق حالة التصعيد غير المسبوقة مع إيران في غير ساحة للمواجهة خصوصا في اليمن ولبنان وبدرجة أقل سوريا، حيث يدرك الساسة السعوديون أن احتواء العراق، أو تحييده وهو مركز الثقل الإيراني الأساسي في المنطقة، مهم إستراتيجيا خاصة مع الحدود الطويلة المفتوحة بين البلدين.
وبعد الثورة الإيرانية عام 1979، والتوتر بين السعودية وإيران، أصبح العراق “حائط الصد” ضد مشروع التوسع الإيراني وتصدير الثورة، وحظي بدعم سعودي كبير خلال الحرب العراقية الإيرانية الطاحنة (1980- 1988) والتي لم تنه النظام في إيران أو نفوذه في المنطقة.