لاشك أن زيارة الشيخ الأخيرة إلى مقديشو اثارت جدلا واسعا في جميع منصات التواصل الاجتماعي تقريبا مما تشير وزنه في المنطقة وتأثيره في في جميع الشرائح الصومالية ولعله الشخصية الصومالية الأكثر اتباعا وأكثر معارضة في نفس الوقت وذاك ماقامت بسببه الدنيا ولم تقعد من اجل محاضرة عادية يلقيها دقائق معدودة ليتناول الكل بلغات متعددة وبأسلوب مختلفة منقسمين إلى مؤيد للشيخ وإلقاء محاضرته في الملعب المعروف -وهم الكُثُر-وفيهم من كان من الإتحاهات الأخرى وكان له معارضًا قبل سنوات لكنّه رأى هذه المرة انه هو المصاب المظلوم وغيره هو المخطأ الظالم!
بينما هناك فئة أخرى من الطرق الصوفية- ومن بعض متطرفيهم- ان صح التعبير- ترى إلغاء المحاضرة نصراً مبينا وفتحا لم يكن متوقعا! ومن هنا امسك العصا من الوسط لأكون صريحًا ولأبدي رأيي دون غلو او تقصير:
– أفراد من الشباب وكُتاب المقالات خاصة باللغة العربية ظهر بغضهم وكراهيتهم للشيخ لأسباب مختلفة معروفة لدى كل ذي لبّ، حيث انفقو أوقاتًا نفيسة في سبيل تشويه سمعته وبحث زلات لسانه ومقارنة فتاواه المتعددة! ومن منّا لا يخطأ أيها العباقرة وهل لكم من قراءة التاريخ نصيب لتقارنوا فتاوي الإمام الشافعي في العراق ومصر؟!
– جمع من المثقفين ومن المدارس المختلفة كان موقفهم متزنًا ومحترما وتبدو من كتابتهم النصح- بل النضج- والتوجيه والترغيب في الوحدة الصومالية وعدم التفرق والإختلاف،ولعلهم علموا أن المعمعة ستنتهي قريبا وسيرجع كل شئي على ما كان وانّ سمعتهم اولى واهم.
– بعض من المدرسة السلفية ومن الشباب الصغار غضبو من الموقف وتصوروا كانّ هزيمة حربية واجهتهم وكأنهم خسروا في المعركة الدعوية، فكان رأيهم ان تواجه سلفية مقديشو بمؤسساتها ومتابعيها وبمساندة من الحكومة الفدرالية- حسب مايرونه- على الصوفية ليقضى منهم ولنزيل من خريطة الدنيا- ولم يكن هذا الرأيّ صوابا مع استحالة وقوعه-
– تبيّن ان الطرق الصوفية لم تعد كما كانت! وأثرت حضارة هذه الدنيا سلبا، وتوغل في صفوفهم الغلو والتطرف القتالي في هذه المرة، بل ظهر ما يمكن ان نقول -حركة داعش الصوفية- وخير دليل لما قلته الشاب الصغير المتحمس الذي ظهر عاريا وهدد حالفاً بالله انه سوف يفجّر نفسه ويقتل الشيخ امل إذا لم يلغي المحاضرة.
– هناك فئة نظرت إلى الحدث بمنظار السياسية واعتبرت زيارة الشيخ حملة انتخابية لصالح فئة معينة أمثال فقهي ومهد صلاد كما ظهر من منشوراتهم في فيسبوك والشيخ بعيد عن ذلك كل البعد.
– اخيراً: خطاب الشيخ محمد عبد امل الأخير كان مرتقباً ومُهِما حيث كان هناك تساؤلات من الشبكات الاجتماعية هل الشيخ توقف عن إلقاء هذه المحاضرة ام الحكومة هي التي تراجعت عن موقفها! وبيّن انه عزم على فعل ذلك حقناً للدم الصومالي المسلم الذي يمكن إراقته دون جدوى! بل أشار ان الرئيس فرماجو الحّ ان يواصل رحلته الدعوية وتمضن الحكومة أمنه لكنه اقنع وأخذ بذلك أمثلة بما في ذلك قصة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما كان كلامه متزنًا كالعادة ولا احد ينكر ان خطابه تغير تماما تغيّرا ايجابا يستحق الترحيب والإشادة ولعلّ عمراً تقدّم وخبرة ترسخت او واقعا يختلف سابقه ومصلحة عامة تجبره إلى مراعاة المصالح العامة والتعامل في القواسم المشتركة.
ولله الحمد اولا وآخراً.