مقديشو (قراءات صومالية)- أصدر منتدى الأحزاب الوطنية الصومالية المعارض يوم أمس الأربعاء بيانا قويا وشاملا تناول مجمل القضايا الأمنية والسياسية في الصومال، فضلا عن إرسال المنتدى رسائل قوية إلى المجتمع الدولي.
وجاء في البيان ما يلي:
“نحن الأحزاب السياسية الموقعة أدناه ، نشعر بقلق بالغ إزاء التواجد المتزايد للقوات الإثيوبية في عدة أجزاء من الصومال، وهي غير تابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال “أميصوم”.
إن هذا الإجراء الأحادي من جانب إثيوبيا يشكل استخفافا صارخا بالاتفاقية بين جمهورية الصومال الاتحادية وبين البلدان الإفريقية المساهمة بقوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميصوم”، والذي يحدد بوضوح نطاق بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في بلدنا. وفي هذا الصدد يعتبر المنتدى جميع القوات الأجنبية في الصومال غير الخاضعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميصوم” بأنها قوات احتلال.
لقد صُدمنا بشكل خاص من إسقاط طائرة مدنيَّة في الرابع من مايو الجاري، وهي تحمل إمدادات طبية لسكان بردالي (في ولاية جنوب غرب الصومال) والموقف المتعجرف الذي صرحت به قيادة القوات الإثيوبية حيال الخسائر المأساوية في الأرواح عن طريق إساءة معاملة الطاقم المحترف في الطائرة.
ويرسل المنتدى خالص التعازي إلى أسر الضحايا الذين فقدوا أحباءهم نتيجة هذا العمل المروع. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية أصبح سلوك القوات الإثيوبية واضحا للجميع وهو تدخلها في الشؤون السياسية الداخلية للصومال في كثير من الأحيان بهدف التأثير على الانتخابات المحلية في الولايات الصومالية.
وفي الأسابيع القليلة الماضية وحدها نشرت القوات الإثيوبية قوات إضافية مسلحة بأسلحة ثقيلة في منطقة غدو بولاية جوبالاند ، في انتهاك لقواعد الاشتباك الخاصة بالبعثة وحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الصومال. والهدف من مهمة تلك القوات في محافظة غدو الحالية زعزعة استقرار ولاية جوبالاند بعد أن فشلت القوات الإثيوبية في التأثير على الانتخابات هناك في عام 2019 لصالح حكام القصر الرئاسي في الصومال.
وتشير هذه الإجراءات إلى رغبة الجيش الإثيوبي في التدخل بوقاحة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الفيدرالية القادمة، وترهيب أحزاب المعارضة في جميع أنحاء البلاد.
ونتذكر أن التدخل العسكري الأخير لإثيوبيا في الصومال عامي 2007/2008 أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين في جميع أنحاء البلاد وتدمير مقديشو على نطاق واسع. وبسببه تولدت حركة الشباب الإرهابية وانتشرت في البلاد.
إن تكرار هذا الخطأ من شأنه تقويض السلام والأمن في البلاد ، كما أنه سيشجع العناصر المتطرفة. ويرجع جزئياً انتهاك القوات الإثيوبية لسيادة الصومال وسلامة أراضيه إلى فشل الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للصومال ، السفير فرانسيسكو ماديرا ، والذي كان من المفترض أن يحمي سمعة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميصوم”، وكان سلوكه مقلقًا للغاية منذ عام 2018 عندما ساعد السفير فرانسيسكو ماديرا بشكل غير معهود في الإطاحة بالرئيس السابق للبرلمان الصومالي السيد محمد عثمان جواري.
علاوة على ذلك، فإن السفير ماديرا عمل بالتواطؤ مع القوات الإثيوبية للتدخل في انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال عام 2018 والإنتخابات في جوبالاند في أغسطس 2019 ، وبالتالي فإن حياد الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي مشكوك فيه كما هو الحال في نزاهة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال منذ ذلك الحين، وفي ضوء المستقبل القادم في الانتخابات الوطنية.
وبناءا على المذكور أعلاه يدعوا المنتدى ما يلي:-
1. أن يجري البرلمان الفيدرالي للصومال (بغرفتيه) تحقيقا في قضية إسقاط الطائرة المدنية في 4 مايو والتي كانت تحمل إمدادات طبية لمرضى جائحة كورونا في بلد بردالي مع اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد تدخل القوات الإثيوبية غير المبررة في الصومال بما في ذلك .
2. على الاتحاد الأفريقي لا سيما مجلس الأمن والسلم مراجعة التدخل غير القانوني للقوات الإثيوبية في الصومال، والذي يضر بسمعة قوات بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال أميصوم.
3. على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أن يجري تحقيقا في تزايد تواجد القوات الإثيوبية في الصومال، في انتهاك صارخ للقرار رقم 733 لسنة (1992) والذي ينص على حظر الأسلحة في الصومال.
4. أن يقوم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي باستبدال ممثله الخاص بدبلوماسي آخر محايد ذو خبرة يقوم بمهامه وواجباته بإخلاص وإتقان.
وأخيرًا ، يدعو المنتدى الشعب الصومالي في جميع أنحاء البلاد إلى تعزيز تماسكه الداخلي ومقاومة التدخل غير القانوني من القوى الخارجية ، ولا سيما القوات الإثيوبية ، والتي لها تاريخ طويل ومتقلب في زعزعة استقرار بلدنا خوفًا من الصومال القوي المتماسك والوحدة الوطنية، وبنظام ديمقراطي.
وقد وقع على البيان عشرون حزبا من أحزاب المعارضة الوطنية الصومالية.